حدثنا فلان قال : حل الشهر الأول الحرام الذي على فيه المقام و تسامح الفتى و الغلام و انتشر الود و السلام، فسمعت الكثير من القول و الهراء عن يوم يدعى بيوم عاشوراء. فترى في هذا الزقاق فتيات صغيرات، قبيحات و جميلات، يجبن الأزقة و الشوارع، حاملات البنادير و الطعارج، و كذا جملة من العظام ربما هي للماعز و الأغنام، فلا ينجو من شرهن سالك إلا و أمامهن هالك. و امتلأت الدكاكين بالعلب المليئة باللعب، فهذا طفل يستمتع بأنغام الكمان، و هذه فتاة تشتري مجموعة أون، أما الأطفال الصغار فيكتفون بالقلالش و السيارات الصغيرة و الخراشش، و تلك دمية راقصة ترتدي مجموعة أقمصة، و تلك بندقية ببعض الرصاص تشبه التي تكون مع القناص و كذا بعض الخشيبات و الأقراص. و ذاك طفل قد اشترى مسدسا للماء و رأسه مرفوع بالفخر للسماء، وهناك كثير من البكاء، وهذان طفلان بينهما الكثير من العداء. وخارج هذا الدرب، و تحديدا بجهة الغرب، نصبت خيام، و الناس حولها قعود و قيام، يقظة و نيام، غرضهم كافه: شراء الفواكه الجافة !! فاقتربت لتفقد الأمر لأندهش من قناطير الحمص و التمر، فهذا جوز، وذاك مقروط و لوز، فياللأمر الغريب. آه، نسيت ذكر الشريحة و الزبيب! رهيب و الله رهيب...