تغسالين من البلدات الصغيرة في الأطلس المتوسط ، تبعد عن مدينة خنيفرة بحوالي 25 كلمتر ، على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين فاس ومراكش، كما أنها قريبة من الطريق الوطنية رقم 33 الرابطة بين الراشيدية وبني ملال. تقول الرواية الشفوية أن التجمع السكاني الأول كان بمنطقة تين تغالين القريبة من تغسالين حيث كان هناك سوق أسبوعي تقصده كل فروع قبيلة إشقيرن التي تستوطن تغسالين والمناطق المجاورة. يعتقد أن اسم تغسالين مشتق من كلمة " تغسالت " وهي نسبة إلى عين مائية كانت تحج إليها نساء تغسالين لتصبين الملابس والأفرشة ، قد تكون قبل ذلك تسميات أمازيغية صرفة لأن أصل كلمة تغسالين مرتبط بالجذر العربي "غسل" ومنها اشتقت كلمة تغسالين. بالنسبة لكلمة إشقيرن فهي كلمة أمازيغية مكونة من كلمتين هما " إسش" و " إقور " وتعني القرن اليابس ويعتقد أن سبب تسمية القبلية بهذه التسمية مرتبط بمكان استقرار القبيلة في بداية تشكلها. تقع تغسالين قرب موقع أثري يختزن تاريخا عريقا أعني الزاوية الدلائية التي كانت من أهم الزاويا المغربية مع بداية العصر الحديث ، كما يطل عليها من جهة الشرق ضريح سيدي علي أمهاوش الذي قاوم أحفاده المستعمر الفرنسي في معارك كثيرة، قبل أن يستسلموا سنة 1933 بمعركة تازيزاوت مثلما استسلمت قيادات المقاومة في مناطق أخرى في المغرب أنذاك . تنتمي بلدة تغسالين للمناطق الناطقة بالأمازيغية وبالتالي فهي غنية بكل مقومات الثقافة الأمازيغية سواء في الفنون والنسيج والفروسية، على المستوى الفني تتميز البلدة بإيوائها لنجوم كبار من الفنانين الأمازيغ نذكر على سبيل المثال المرحوم لحسن أعشوش و الفنان موحى أمزيان و تاولعنزيت وعائشة تاغزافت و حساين بوميا والشيخ حميد وأخرين . تتميز البلدة بأصالة نسيجها ولضمان الحفاظ على استمراره أسست تعاونية نسائية للنسيج تعمل على إبداع أشكال جديدة وتحافظ على النماذج القديمة. Dimofinf Player فيديو يعرق الزربية الأمازيغية الخاصة بمنطقة تغسالين. تشتهر المنطقة بالفروسية وتحصل إحدى الفرق بها على رتب متقدمة في المسابقات الوطنية وذلك بسبب الاهتمام الذي توليه الأسر للفروسية والمحافظة على أصالتها سيرا على نهج الأجداد الذين واجهوا المستعمر بشراسة في معارك كثيرة معتمدين على إتقانهم لركوب الخيل، مدفوعين بحب وطنهم. ومن الأنشطة الأخرى التي تتميز بها البلدة نجد النشاط الزراعي خاصة زراعة الحبوب التي يشتهر بها منخفض " تنغريت" الذي تتميز تربته بخصوبتها الجيدة وهو ما يجعل منتوجاتها ذات جودة عالية يتنافس عليها المستهلكون في الأسواق المحلية. محمد زروال / تغسالين.