أقدمت السلطات المحلية لإقليم ميدلت، أمس السبت، على منع قافلة تضامن محملة بملابس وأغطية ومواد غذائية أولية موجهة إلى دوار تقاجوين الموجود على تراب عمالة ميدلت، بدعوى عدم وجود أي ترخيص من طرف السلطات المحلية، يسمح بتقديم مثل هذه المساعدات. وكانت ست جمعيات من الدارالبيضاء، وهي جمعية جذور التنمية، جمعية أصدقاء الكشاف، جمعية الفارابي للثقافة والفن، جمعية مريم للعمل الاجتماعي، جمعية التنمية النسائية، ونادي الياسمين، بمشاركة بعض الصحافيين، تنظيم قافلة تضامن تحت شعار"تضامن وفك العزلة" إلى منطقة من مناطق مغرب الأطلس حيث السكان يعانون قسوة البرد وشظف العيش، وقد اختارت هذه الجمعيات أن دوار تقاجوين بنواحي مدينة خنيفرة، وهو دوار يعاني العزلة والفقر. وذكر أحد المتضامنين في اتصال مع هسبريس أنه في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 19 يناير الجاري، انطلقت القافلة من مدينة خنيفرة، بعد استراحة ليلية سريعة بسبب تعب السفر بحيث أن انطلاق القافلة كان من مدينة الدارالبيضاء، وفي الطريق إلى تقاجوين كان رجال الدرك الملكي في الانتظار بنقطة تفتيش بتبادوست التي تبعد على دوار تقاجوين بحوالي 20كلمترا من الدوار المستهدف من قبل القافلة التضامنية، بحيث سيتم توقيف السيارات المتجهة إلى الدوار، وبعد حوالي نصف ساعة سيأتي قائد المنطقة ليعلن خبر المنع لهذه القافلة، بدعوى انها قافلة تضامنية غير مرخص لها من طرف السلطات المحلية وبدون أية نية للتفاوض. الجمعيات المتضامنة، والتي التقتها هسبريس بمدينة خنيفرة، اعتبرت قرار المنع تعسفيا وذا "أبعاد سياسية لا صلة لها بما هو قانوني". وقال عضو في إحدى الجمعيات المشاركة، إن الجمعية المنسقة بالمنطقة وهي جمعية"أميكوم" والتي قدمت طلبا فيما سبق للسلطات المحلية لاستقبال وتنظيم القافلة بالدوار تقاجوين، حيث وافقت السلطات المحلية وقدمت لها الترخيص، هذا الوصل الذي هو الدليل القانوني على مشروعية الحملة سيتم تمزيقه من طرف رئيس جمعية "أميكوم" المحلية في آخر اللحظات ودون إخبار الجمعيات المشاركة في القافلة، و"ذلك تحت ضغط عناصر أمنية" حسب ما صرح به رئيس جمعية أميكوم لأحد أعضاء الجمعية، يضيف ذات المتضامن. سكان الدوار علموا بنبأ المنع فقاموا بتنظيم مسيرة احتجاجية من الدوار إلى موقع المنع، ضاربين مسافة تجاوزت العشرين كيلومترا مشيا على الأقدام، تعبيرا عن غضبهم من السلطات التي منعت القافلة الإنسانية، وتعبيرا عن تضامنهم مع المشاركين في القافلة، وقد وصل المحتجون إلى عين المكان بعد مسيرة دامت ساعتين، وهم يهتفون بشعارات تنديدية بما حدث، الأمر الذي استدعى تدخل كبار المسؤولين بالمنطقة، بعدما عجز القائد المانع عن فعل أي شيء، حيث حضر بعد حوالي ساعة ونصف، كل من مدير ديوان عامل عمالة ميدلت، ورئيس الدائرة ثم القائد العام للدرك الملكي بالمنطقة. وقال ربيع بوردو، المنسق العام للقافلة التضامنية مع ساكنة دوار تيقاجوين، في تصرح لهسبريس إن هذا القرار هو قرار تعسفي، وأضاف قائلا " أعلن للرأي العام الوطني والدولي عن شجبنا لمثل هذه السلوكيات التي تكرس للمقاربة الأمنية في التعامل مع مآسي الشعب المغربي، وعن عزمنا الاستمرار في دعم سكان المناطق المعزولة والفقيرة من مغربنا الحبيب، كما أدعو المنظمات الوطنية والدولية الحقوقية بتبني مثل هذه القضية، التي أصبحت قضية رأي عام وليس فقط قضية قافلة ودوار". وعادت القافلة محملة بمساعداتها إلى الدارالبيضاء، بعد يوم كامل في السفر إلى جبال الأطلس .