تضررت مؤخرا العديد من المواطنين من عضات الكلاب المسعورة، التي أدت إلى أضرار كبيرة وموت الأبقار والبغال لاسيما بمنطقة عقبة وتاعبيت وألمو ن أيت بابا بالجماعات الترابية أكلمام أزيزا وموحى أوحمو الزياني والبرج. كما أن هناك أخبار عن مس المواطنين بمنطقة تاعبيت بالسعر على إثر عضة كلبة مسعورة لعدد من المواطنين من بينهم أطفال. الكلبة المسعورة التي عضت مواطنين بتاعبيت، حسب معطيات ومصادر موثوقة كانت قد التهمت صغارها، قبل أن تجتاح منطقة تاعبيت في غياب تام للسلطات المعنية. وعن أسباب انتشار الكلاب المسعورة والأمراض التي تصيب المواشي، فالمصالح البيطرية أخلفت واجباتها، واجبات القيام بحملات تلقيحية ضد مرض جهل وسعار الكلاب والوقاية ضد الأمراض التي تصيب الأغنام بالمناطق الجبلية، لتفادي انتشار هذه الأمراض الفتاكة والتي قد تضر بالحيوانات الأخرى والإنسان على حد سواء، وتراجعت هذه المصالح عن الحملات التلقيحية خاصة التي تهم الكلاب بعد حملة تحسيسية يقوم بها مقدم الدوار أو الشيخ، وتجتمع الساكنة قرب مدرسة أو مكان التجمع المعتاد مصحوبين بكلاب الحراسة الخاصة بهم للتلقيح ضد هذه الأمراض المعدية والخطيرة، نفس الشيء بالنسبة للأغنام والأبقار إذ كانت تقوم هذه المصالح بالتلقيح مجانا للساكنة القروية، غير أنه منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات لم تستفد القطعان والكلاب من هذه التلقيحات، ومنذ ثلاث سنوات لم يتم تلقيح الكلاب ضد السعر، مما تسبب في قتلها للعديد من القطعان والبغال والأبقار، وكذا نفوق العديد من قطعان الأغنام وانتفاخ الرؤوس والألسن. وتعود أسباب تراجع الدولة عن هذه المهمات الخاصة بتلقيح القطعان، خاصة، إلى تشجيع المصالح البيطرية للقطاع الخاص، من أجل إغناء المؤسسات البيطرية الخاصة، وذلك بدفع المواطن إلى اقتناء هذه اللقاحات من مصلحة بيطرية خاصة، بهدف البدء في خوصصة القطاع. ومع هذه المخاطر المتتشرة خاصة بسبب الكلاب المسعورة باتت الساكنة المحلية مضطرة إلى ربط كلابها وقطعانها خوفا من تضررها من الكلاب التي مسها المرض، والتي لا يوقفها سوى القتل بالرصاص، كما أن حياة المواطنين باتت مهددة وتجبرهم هذه المخاطر على حمل أسلحتهم المنزلية خاصة أثناء الليل. وهنا يطرح السؤال: ما هي الأسباب التي دفعت الدولة إلى التنصل من مسؤوليتها؟ ولماذا تنعدم اللقاحات الخاصة بالسعر بالمراكز الإستشفائية والصيدليات البيطرية؟ ولماذا يتم تجاهل سلامة وأمن المواطنين وقطعانهم بالمناطق الجبلية؟ أسئلة لازالت الساكنة القروية تنتظر أجوبة عنها من الجهات المسؤولة، وفي انتظار ذلك لازالت هذه الشريحة المقصية من برامج ومخططات الدولة ترى قطعانها وكلابها الخاصة بالحراسة تموت وتسعر أمام أعينها، وتتوجس كلما أسدل الليل ستاره.