لقي عامل مصرعه منتصف نهار أمس الخميس 27 يوليوز 2017 بعد انقلاب شاحنة كان يقودها على مستوى مقلع لإنتاج الحصى الدقيق بمنطقة تعريشت أسول جماعة أكلمام أزكزا. وحسب ما توصل به الموقع من معطيات، فالضحية متقاعد عسكري من مدينة خنيفرة، كان يقود شاحنة مهترئة داخل المقلع، حيث ينقل بها حمولة بعد شحنها من قبل جرافة إلى ماكينة الإنتاج والطحن، وقالت مصادر أن السبب في انقلابه خلل قائم في فرامل الشاحنة، وسبق له أن طالب بمعالجته لكن دون جدوى، إلى أن وقعت الكارثة. هذا وقال شهود عيان أنه حتى بعد وقوع الحادثة حوالي الثانية عشرة منتصف النهار، استمرت آليات الإنتاج والطحن في العمل، دون اكتراث بما وقع للضحية، ودون احترام لروحه وكأنه ذبابة. هذا ويعيش المقلع الذي شهد الحادثة كما باقي المقالع بالمنطقة وإقليمخنيفرة عموما تسيبا وغيابا تاما لشروط السلامة، حيث تتكرر الحوادث المميتة الناجمة عن اهتراء الآليات دون أن تتدخل السلطات المعنية لإيقاف النزيف. من جهة أخرى فإن مقالع منطقة تعريشت وأسول عموما سبق للساكنة أن حركت بشأنها شكايات تتعلق بالضرر الذي ألحقته وتلحقه بالنباتات والأشجار والمزروعات عموما، حيث يتطاير الغبار ويضر بها، كما يضر أيضا بالفرشة المائية والعيون العذبة بالمنطقة، شكايات للأسف الشديد بقيت حبيسة الرفوف دون أن تحركها الجهات المسؤولة، سواء من داخل جماعة أكلمام أزكزا أو السلطات الأخرى المتدخلة داخليةً وقطاعيةً. وفي نفس السياق، استنكر السكان المجاورون لمختلف المقالع بالمنطقة ما تحدثه هذه الأوراش من أضرار على صحة المواطنين، بسبب زوابع الغبار الملوث المنبعث من هذه المقالع، وأكدت ذات المصادر أن سطوة هذه المقالع أهلكت الحرث والنسل، وتسببت في أضرار خطيرة على البيئة يتم التغاضي عليها من طرف الإدارة الوصية على القطاع. الحادثة الأخيرة تعيد طرح سؤال الأمن والسلامة داخل المقالع بعموم تراب إقليمخنيفرة، وتضع المتدخلين في مأزق حقيقي، لأن سلطة المال هي سيدة الموقف للأسف الشديد.