كان اقتناء صالح أوغبال، رئيس المجلس الإقليميلخنيفرة، لسيارة رباعية الدفع من الميزانية الإقليمية بمثابة القشة التي قصمت ظهر المجلس، بعدما انضم عدد من أنصار الرئيس إلى قائمة معارضيه الذين يتهمونه بسوء استغلال من الصلاحيات الواسعة التي باتت تمنحها القوانين التنظيمية للجماعات المحلية لرؤساء المجالس الإقليمية و جعلت منهم آمرين بالصرف بدلا عن عمال الأقاليم… إذ يبدو أن السيارة الفاخرة التي تسلمها صالح أوغبال مع رئاسة المجلس، اعتبرها هذا الأخير غير جديرة بمقامه الجديد، فقرر أن يقتني لنفسه سيارة رباعية الدفع من طراز ” Touareg V6″ بغلاف مالي يقارب الخمسين مليون سنتيم من أموال دافعي الضرائب بإقليمخنيفرة الذي يسجل أضعف معدلات التنمية البشرية بالمغرب ، شأنها في ذلك كشأن سلسلة السيارات التي سبق و أن اقتناها لنوابه، متسببا بذلك في غيظ باقي أعضاء مكتب المجلس الذين “انتفضوا” مطالبين بنصيبهم من قِسْمَة السيارات و التعويضات عن التمثيلية. تَحَوُّلُ المجلس الإقليمي إلى حلبة للدسائس و المؤامرات على حساب مصالح ساكنة إقليمخنيفرة، بات يستلزم معه أن تسارع كل من المفتشية العامة لوزارة الداخلية و المجلس الأعلى للحسابات للتدقيق حقيقة الوضع المالي و الإداري للمجلس، قبل أن تقع الفأس في الرأس، و يعيد صالح أوغبال تكرار الاختلالات التي سبق و أن ارتكبها إبان تسييره لمجلس جماعة أم الربيع القروية، و انتهت بإصدار وزارة الداخلية قرارا بعزله من رئاسة الجماعة القروية أم الربيع، بعدما اثبت تقرير للمفتشية العامة للإدارة الترابية تورط الرجل في اختلالات مالية وإدارية خطيرة شابت تسييره للجماعة. حيث أكد التقرير أن صالح اوغبال ادعى إنجاز صفقات و مشاريع أثبتت التحريات عدم وجود أثر لها على أرض الواقع، شملت، بالخصوص، فتح وتهيئة مسالك طرقية بالجماعة، وكذا قيامه بصرف اعتمادات مشبوهة تتعلق سندات الطلب الخاصة بأدوات الزينة والحفلات، و كذا صرف اعتمادات غير مبررة لحفر آبار أثبتت التحريات أن بعضها تم حفره من طرف الخواص وبعض الجمعيات المحلية، فضلا عن التساهل مع بعض المقاولين المتعاقدين مع الجماعة في إطار صفقات عمومية، وذلك بعدم تطبيق الجزاءات التأخيرية في حقهم نظرا لعدم إنجازهم للأشغال المتعهد بها في إطار هذه الصفقات داخل الآجال التعاقدية.