عرف المركب الثقافي أبو القاسم الزياني بخنيفرة محاضرة حول المعمار السياسي بالأطلس المتوسط ألقاها الدكتور ملكي المالكي، وفي معرض مداخلته أكد مكتشف قلعة مهدية ( ثيحبيت الكارة ) أو قلعة فازاز بأن 300 سنة من تاريخ المغرب الأمازيغي منسي ومطموس، مشيرا أن الزناتيين حكموا مملكة فازاز، وشدد الدكتور المحاضر على ضرورة تدريس العهد الزناتي للأجيال بالمؤسسات الإعدادية ثم التعمق فيه بالجامعات الوطنية، وبما أن المملكة حقيقية لا يجب حجبها لأنه إذا نسيت هذه الحقبة من تاريخ المغرب فقد ننسى أيضا حقبة الأدارسة أو حقبة العلويين، هنا حيث نفي المعتمد بن عباد أمير قرطبة وحيث تم نفي وسجن ابنه الأكبر الرشيد ودفن بالقلعة، يعد حدث تاريخي هام . جدير بالكر أنه بالقرب من مدينة خنيفرة بقبائل أيت عمو عيسى بجماعة أكلمام أزيزا تم تأسيس مملكة زناتة على يد المهدي بن توالى اليحفوشي الزناتي ابن شوصح ابن خلف الله، حيث حاصر يوسف ابن تاشفين الأمازيغ لمدة تسع سنوات ، وقد استعصى عليه دخولها وفتحها إلى أن تم اتفاق صلح. فدخلت إذن الجيوش المرابطية قلعة المهدي بن توالى اليحفوشي الزناتي صلحا وليس قوة، لأن هذا البناء تم تشييده اعتمادا على هندسة معمارية حصينة على أعلى مستوى . وقد أكد الكاتب العام لجمعية مهدية (ثيحبيت الكارة ) السيد عبد العزيز أحنو ، على أنه لا بد من إشراك جميع الفاعلين السياسيين والمدنيين ووزارة الثقافة من أجل رد الاعتبار للأمازيغ والأمازيغية عبر أركيولوجيتنا التي تم طمسها، وكذلك إعادة إعمار المنطقة وتمثيل الأحداث سينمائيا وإعلاميا حتى نتمكن من وضع قصة "حصان طروادة " لقلعة المهدي بن توالى اليحفوشي الزناتي في إطارها التاريخي الصحيح، فحصان طروادة خيال وقلعة فازاز حقيقة. هذا وفي نهاية المحاضرة قد تم توقيع كتاب تاريخ النضال بالأطلس المتوسط من طرف الدكتور الملكي المالكي، وقد حضر هذا العرس الثقافي العديد من الوجوه والمفكرين والمهتمين بتاريخ المغرب والمنطقة خصوصا.