كان من المنتظر ان تغير الدولة المغربية من نهجها اسلوب احتكار الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وخاصة قضية الصحراء بعد التطورات الداخلية والخارجية الكثيرة التي وقعت في المغرب وفي العالم مع نهاية الحرب الباردة واعفاء ادريس البصري الرجل القوي بالمغرب سابقا الممسك بتلابيب الملفات الساخنة ، لكن الملاحظ للاسف الشديد ان الدولة المغربية ماتزال تستأثر بقضية الدفاع عن الوحدة الترابية المغربية كأن القضية قضية دولة فقط وليست قضية شعب كذلك ، صحيح ان هناك اشراك حزبي الى حد ما ولكن هذا الاشراك لم يتجاوز طابع الفلكلرة وتأثيت الفضاء وتقديم قيادات هرمة فاقدة للشرعية والمصداقية لدول ديموقراطية تحكمها قيادات شبابية قصد اقناع هذه الدول بالتراجع عن موقفها المؤيد للبوليساريو ، وهل استطاعت هذه القيادات الحزبية اقناع اعضائها المعدودين على رؤوس الاصابع داخل احزابها قبل ان تقنع الغير ، على من يضحكون ؟ بالتاكيد على انفسهم . اذا اعتقد المغرب بان القيادات الحزبية التي أرسلها على نفقة الدولة بأنها ستقنع السويد بالعدول عن قرارها فهو واهم ولا يعرف طبيعة المجتمعات الديموقراطية التي لها اجهزة استخبارية قوية تبني تقاريرها على الواقع الملموس وليس على مزاج رجال المخابرات كما في الدول الاخرى المتخلفة وتعرف هذه الاجهزة بان القيادات الحزبية المغربية الهرمة لا تستطيع ان تنظم حتى مهرجان خطابي بالمغرب لاقناع المغاربة انفسهم باية قضيةكيفما كان نوعها فكيف يكون الابكم والاعمى والاصم لاعب كرة قدم بارع ؟. اقصاء المجتمع المدني الحقوقي المغربي والامازيغي على وجه التحديد من المشاركة في مجهود وطني للدفاع عن قضية عادلة وهي قضية الصحراء المغربية والتي هي في الاصل صحراء امازيغية بمرجعية التاريخ والجغرافيا والطوبونوميا وابحاث علماء الاركيولوجيا ،هو اقصاء لمصير شعب كامل ضحى وما يزال من اجل الوحدة الوطنية ومن اجل استقلال المغرب ، لكن لم يحصد من ذلك سوى التهميش والاقصاء والخذلان . اصرار الدولة على تهميش الامازيغ من اي مساهمة فاعلة للانخراط في القضايا الوطنية بروح وطنية صادقة ،معناه رغبة فريق مستبد ممسك بتلابيب الملف على استبعاد نقط القوة في الديبلوماسية المغربية حيث ان للامازيغ قوة اقليمية وتاثير كبير على النظام الجزائري وعلى الجالية المغاربية في المهجر ، لكن الدولة المغربية مستمرة في دفن رأسها في الرمال المتحركة ومتوجسة من اي تشجيع للحركة الامازيغية في الجزائر ومصممة على رهان خاسر اي على ديبلوماسية السياحة الترفيهية في فنادق وملاهي مراكش وشراء الصحافة الغير مؤثرة في اوروبا والديبلوماسيين السابقيين الذين يستفيدون من الهبات والاموال المنهوبة من ميزانية المغرب من اموال دافعي الضرائب. ان تنظيم مسيرات مخدومة للدفاع عن قضية الوحدة الترابية وبطريقة فجة وفيها وحدة وطنية مصطنعة ومأجورة ، لن يثني اعداء المغرب وخاصة النظام الجزائري من المراهنة على المجتمع المدني الغربي لاقناع حكوماته على الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية ، لان الديبلوماسية المغربية الحالية عاجزة عن الدفاع عن الحقوق المغربية وهي التي تتوسل الطرق العتيقة واقصاء المكونات المدنية المغربية الحقيقية التي تمثل روح ووجدان الشعب المغربي . الدفاع عن القضايا الوطنية امانة في اعناق الشعب المغربي وقواه الحية ولكن استمرار الدولة المغربية في سياسة الاعيان وفي الرهان على احزاب لاديموقراطية لا شعبية واقصاء المجتمع المدني المغربي والامازيغي اساسا لن يزيد الدول الديموقراطية اوروبيا وعالميا سوى انجرارا نحو ديبلوماسية الجزائر والبوليساريو التي تزاوج بين سياسة النفط والغاز وبين الانفتاح على المنظمات الحقوقية الدولية ذات المصداقية لتبقى المحاور الرئيسي لها. انغير بوبكر باحث في العلاقات الدولية المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان [email protected]