تعرض القناة الثامنة المغربية الشريط الأمازيغي "سَانْغا"، الذي تم تصويره بمناطق إقليمخنيفرة، ومن بين أبطاله وجوه من مدينة مريرت، مثل يونس الزهراوي، المعروف بيونس بعبي، وعلي لورغي اللذان بدءا مسارهما الفني سنة 2011 بترجمة مسلسل "المستضعفون"، وفي سنة 2013 خاضا غمار الفكاهة بتسجيل حلقات كوميدية من المسرح الفردي مع القناة الأمازيغية، ثم قاما بترجمة وتدقيق لغوي لمسلسلي "لابريكاد"، و"شجرة الزاوية"، قبل أن يلتقي الزهراوي ولورغي كبطلين في فيلم "سانكا" الناطق باللغة الأمازيغية/ الأطلسية، والذي من خلاله سيعيش المشاهد براعة في التشخيص وقوة في الأداء. ويونس الزهراوي كان قد طلع اسمه على الشاشة عقب نجاحه في ترجمة مسلسل "ماشي لخاطري" إلى اللغة الأمازيغية، وقيامه في سنة 2014 بترجمة فيلمي "أمواج البحر" و"شامهاروش"، وتدقيق لغوي لهما ولفيلمي "لونفون شيخ" و"البنات الثلاث"، ثم ترجمة برنامج الطبخ "تينوبجا" للغة الأمازيغية، خلال السنة الجارية. شريط "سانكا" الذي اختارته القناة الثامنة الأمازيغية ضمن برامجها الرمضانية الرئيسية، ملحمة أمازيغية من شأنها أن تشكل إضافة نوعية في تاريخ الدراما التلفزيونية الأمازيغية، وهو من سيناريو وحوار عبدالرحمان بورحيم، إخراج عبد الرحيم مجد، ويشكل جزء من التراث الشفهي الذي تناقلته الألسن جيلا لجيل، وروتها الجدات للأمهات اللواتي روتها لأطفالهن بغاية توسيع خيالهم وغرس فضائل الشجاعة وحب المغامرة في نفوسهم الصغيرة. ويأخذ الشريط عنوانه، حسب ورقة تعريفية لعلي لورغي في لقاء أجرته معه "الاتحاد الاشتراكي"، من قصة فتاة سمراء عثر عليها بعض تجار الرقيق في البراري تائهة دون وجهة محددة، فاختلفوا فيما بينهم حول ما سيفعلونه بهذه الفتاة، أيقصدون بها سوق النخاسة لبيعها؟ أم يقومون بإهدائها لعلية القوم لغاية منفعة مادية ومعنوية؟ ليستقر رأيهم على أخذ الفتاة إلى واحد من أعيان القبيلة ومقدم زاويتها، سيدي الحنفي أكرام، الذي قدمها بدوره لزوجته " انياء" التي علمتها اللغة الأمازيغية، واتخذتها بنتا لها بعد أن أطلقت عليها اسم "سانكا"، وجعلتها راعية للماشية، إلى حين اشتد عودها، وصارت قوية البنيان وبارعة في ركوب الخيل. في حين يحولنا الشريط إلى حياة مجتمع المكان الذي تعيش ساكنته تحت رعب وفساد "عصابات قطاع الطرق"، ليصور لنا كيف نمت الفتاة تحت رعاية سيدي أكرام الذي كان في يتصدى بقوة لهذه العصابات التي يتزعمها المدعو "بركا" ومعاونه "شرشيط"، وبعدها استعان بعصابة مضادة يترأسها المدعو "باخوش" ومعاونه "ابرشيح"، ليوقع ب "بركا" وإيداعه سجن الزاوية غير أن "شرشيط" استطاع التسلل لداخل السجن وقتل حارسه وتمكن من تهريب "بركا" إلى حيث خططا لعملية اغتيال سيدي أكرام وزوجته ليلا في غفلة من القبيلة، إلا أن عين الطفل "انقاد"، ابن الشيخ، نجا من الموت وحملته "سانكا" صوب الشيخ السي عبد السلام في كهفه، متأبطة سيفا وقوسا وسهاما. وفي تحالف مع الفتاة "تمسولت"، التي قتلت العصابة والدها، شاركت "سانغا" في معركة شرسة ضد "بركا" الذي انهزم، وكادت "سانغا" أن تقتله لولا الشيخ السي عبد السلام، صاحب الكهف، الذي رجاها أن تعفو عنه، رغم اعتراض "تمسولت" التي عادت فرضخت للأمر الواقع، كما تم العفو عن "شرشيط"، لتعود "سانغا" إلى القبيلة رفقة الطفل، وسط فرحة عارمة ازدادت أكثر بتوبة أفراد العصابة، وتحولهم إلى أناس صالحين، لتكون النهاية بنبأ الإعلان عن زواج "سانغا" من "بركا" ويعم الاستقرار أرجاء القبيلة التي صارت أقوى من ذي قبل، وذلك كله في محاولة من مخرج الشريط الممتع تكسير الصورة النمطية المعروفة عن الأعمال الفنية الأمازيغية.