أنهت مطبعة سعودية، أخيرا، طبع أول مصحف كامل، برواية الإمام ورش، في التاريخ الإسلامي باللغة الأمازيغية وسط توقعات بأن يلقى المصحف الجديد إقبالا كبيرا من قبل الأمازيغ، خصوصا في منطقة المغرب العربي. وأعلنت مطبعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة إتمامها مشروع إعداد وطباعة أول مصحف كامل باللغة الأمازيغية بعد زهاء عامين من صدور أول جزء (الجزء يساوي حزبين) من القرآن باللغة ذاتها، وكان اختيار المؤسسة السعودية وقتها على جزء «عم» برواية ورش، التي يتلو بها المغاربة القرآن. وأفادت تقارير إعلامية سعودية بأن إنهاء المصحف تطلبت الاستعانة بخبرات من منطقة المغرب العربي همت علماء وخبراء في الأمازيغية من المنطقة، خصوصا من الجزائر والمغرب. واستعانت المطبعة السعودية بخبرة الشيخ والعلامة الجزائري سي حاج محند طيب، الذي ينحدر من منطقة القبائل الجزائرية التي يقطنها الأمازيغ، وتحديدا ولاية تيزي وزو، لترجمة آيات القرآن إلى اللغة الأمازيغية، علما أن الشيخ نفسه وقف وراء تجربة ترجمة جزء «عم» سالفة الذكر. ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن سي حاج محند طيب، تأكيده أن ترجمة معاني القرآن إلى الأمازيغية استغرقت 7 سنوات و22 يوما توزعت على الشكل التالي: خمس سنوات للترجمة، وسنتان للمراجعة والتصحيح، و22 يوما لتنفيذ التسجيل الصوتي بالعربية السعودية. وينتظر أن يصير المصحف الفريد من نوعه متوفرا في مختلف الدول العربية، التي توجد بها ساكنة أمازيغية، بدءا من شهر رمضان المقبل. ويرتقب أيضا أن يتم توزيعه بمعية جميع الأشرطة والأقراص المدمجة المتعلقة به مجانا في هذه الدول. وقد حرصت الجهات التي تولت طبعه إنجاز أشرطة سمعية ونسخ أقراص مدمجة منه، على أن تحمل جميع نسخ المصحف عبارة «لا يباع»، علما بأن العلامة الجزائري سي حاج محند طيب، الذي تجاوز الثمانين عاما، رفض الحصول على أي مقابل نظير إعداده لهذه الترجمة. ويشار إلى أن مطبعة المدينةالمنورة أحالت النسخة التي أنهى الشيخ الجزائري ترجمتها قبل نحو عامين ونصف العام على خبراء في الأمازيغية وعلماء في الدين وعلوم القرآن. وأكدت وسائل إعلام سعودية أن المسؤولين عن المطبعة حددوا مهمة هؤلاء الخبراء في إتاحة الفرصة لاستعمال كلمات ومفردات أمازيغية قابلة للفهم، بسهولة ويسر، من قبل الأمازيغ رغم اختلاف لهجاتهم ومناطق انتشارهم.