سابقة في تاريخ المغرب أن أحد الأحزاب المناهضين للمشروع الهوياتي والثقافي الأمازيغيين، سوف يخلد رأس السنة الأمازيغية إيض ناير 2965 بأجدير . إذن هذا الاحتفال له دلالات وأبعاد سياسية فرغم ذلك فإنها مبادرة تستحق التشجيع والتنويه للسيد أمين حزب الاستقلال واعتراف ضمني لما اقترفه أهل فاس في حق الأمازيغ وخاصة أبناء الأطلس . أليس هذا الحزب هو الذي نسج أساطير وافتراءات وأكاذيب في تاريخ المغرب فأسطورة الظهير البربري كانت من صنع أهل فاس واعتبروها بداية للنضال ضد الاستعمار ونسوا معركة لهري ومعارك بطولية أخرى لأبناء زيان، بل تبنوا بطولات مقاومين في هذا الإقليم . وبعد الاستقلال تنكر هؤلاء لما قدمه أهل زيان من مقاومة ضد الاستعمار وأصبحوا بجرة قلم مقاومين نالوا امتيازات من الأراضي المسترجعة ومناصب أخرى ونسوا أن المكان الذي سيقام فيه الحفل كان لقبيلة قادت معارك بطولية بزعامة "الزعيم" لقبائل أيت بومزوغ التي لم تستسلم إلى أن وصلت إلى الصحراء .أما أساطير الحزب بالإقليم بعد الاستقلال فقد كانت بمثابة محاربة أهل النفوذ والاستغلال وكان هذا الشعار يرفعه أحد زعماء الحزب بالمنطقة وخاصة في حملاته الانتخابية لاستمالة المواطنين، وبعد الفوز يتقاسم هذا الأخير النفوذ مع هؤلاء وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، بهذه الأساطير حصل الحزب على عدة ولايات برلمانية ولكن سرعان ما فطنت هاته القبائل بهذه الشعارات الزائفة وألحقت الهزيمة بأحد أطر هذا الحزب الذي تربع على رئاسة جماعة أكلمام لثلاث ولايات وولاية برلمانية ، والسؤال المطروح هل يمثل السيد الرئيس الجناح الأمازيغي في حزب الاستقلال بعد اندثار أسرة آل فاسي ؟ إن حزب الاستقلال كان يناهض الأمازيغ ومطالبهم خاصة عندما اتحد مع الحزب الإسلامي الحاكم أثناء تعديل الدستور بتهديداتهما بجعل الأمازيغية لغة وطنية وليست رسمية للبلاد، وكانا ضد حرف تيفيناغ إلى أن جاء التحكيم الملكي الذي أنقذ الموقف . بعد تولي حميد شباط رئاسة هذا الحزب وطرد أهل فاس منه وغير من ثوابت الحزب وشعاراته التي كان يرفعها "المغرب لنا لا لغيرنا " وخرج من حكومة الإسلاميين ربما بوادر إيجابية تجعل الباحث السياسي يرى أن حزب الاستقلال أصبح يخطو نحو تدمير مخلفات أهل فاس . و أملنا أن يلتحق حزب الاستقلال بالصف الديمقراطي الذي يدعو إلى جعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا والابتعاد عن الأساطير التي كان أهل فاس ينسجونها حول الأمازيغ.