تحية طيبة ، ويعد ، بكل الأمل الذي تسرب إلينا بعد الحراك والعهد الجديد اعتقادنا أننا طوينا صفحات و فتحنا أخرى صدقنا السياسات و الخطابات و المقاربات و الشعارات البراقة لكن لا شيء تغير و واقع الحال يرجعنا إلى الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها يتفاقم التهميش و يصعب الولوج للقطاعات الاجتماعية و لا يظهر بعد عهد الوفاء، وفاء الادارة المخزنية بتعهداتها لأن الشعارات يكذبها الواقع و التحديات بحجمها المهول. الشعارات تكذبها التحديات لكن الخطير هو أن تحمل ملفا مطلبيا و تبقى خلف الابواب الموصدة و الانذل من هذا أن تدخل للحوار و أن يقطع عامل إقليمخنيفرة على نفسه وعدا و بحضور ممثل اتصالات المغرب و تكتشف أنه كان يسعى لامتصاص غضب المتظاهرين السلميين ليس إلا، نعم حدث هذا وكان المطلب صغيرا مجرد آلة صغيرة و سلك موصل لخدمة الانترنيت، و بقي الوعد هناك حبيس مكتب السيد العامل و بقينا على سيرة الطماع ننتظر الوفاء و شكرا على الوفاء و كدنا نكتشف أن المخزن يخاف من المعرفة وأنه يربح مع التجهيل و التضبيع وقد يعتبر مطلبنا ترفا زائدا في بيئة قروية في غياب أي إشارة من وزارة التربية و التكوين . نعم حدث هذا و كان المطلب صغيرا يتطلب حله جرة قلم أو رنة هاتف فكيف ننتظر من السيد العامل حل الملفات الآنية لإقليم يرزح تحت الفقر و التهميش و العزلة و العطش ؟ كيف ننتظر منه حلولا لتنمية مستدامة لمدينة تاريخية قاومت المستعمر واليوم تندب حظها العاثر مع التقهقر و الانحطاط و الاندثار ؟ بل كيف نتوقع من السيد العامل أن يكون له حتى مجرد رأي مؤثر في حل مشاكل الصحة ،التعليم، البطالة، البنيات الاساسية و هلم قلاقلا ؟. بحد بوحسوسن "قرية العبور" المنسيون هناك لسان حالهم يقول : لا نريد منكم أن تشيدوا لنا جامعة أو كلية لأن أقسامنا بدون نوافذ وفي الشتاء تتحول إلى برك مائية. لم تكن لنا مطالب بناء مستشفى جامعي فقد اعتدنا أن تلد نساءنا على قارعة الطريق. لا نطلب منكم مركبا رياضيا ولا قاعة مغطاة و لا حدائق و لا فضاءات عمومية فأبناءنا اعتادوا اللعب في الشارع والحارات و الفيافي . لا نطلب مسبحا بلديا - و ستكون أضحوكة لو فعلناها- ونحن منذ نعومة أضافرنا على علاقة حميمية مع الوديان والمجاري الملوثة بالواد الحار. لم نطلب منكم مطارا أو طريقا سيارا ولا سكة حديد لان الشارع الوحيد الذي قامت من أجله انتفاضة القرية لأسبوعين و رصدت له الملايين لم تمر عليه سوى سنتين حتى أصبح مزركشا بالحفر. بحد بوحسوسن "قرية العبور" المنسيون هناك شعارات وقفاتهم الاحتجاجية لا تطالب بمعامل ولا مصانع لأنهم يتعايشون مع البطالة كقدر محتوم، و لنا نحن الشباب الذي يدافع على مهاد الصبا عله ينفض عليه غبار التهميش درب النضال المرير. فالشباب الذي انفلت من الهدر المدرسي وجحيم الانحراف وتعلم بالكاد أبجديات الحروف لم يقترف جرما لما صدحت حناجره بالصوت العالي مطالبا بالانترنيت أو غيره من الخدمات و البنيات بل كان أمله أن يعيش على قدم و ساق مع شعار تكافؤ الفرص أن ينفتح على العالم، ربما بفرص شغل جديدة يرقع جيوبه المثقوبة المرهقة بالزيادات في القفات و الفاتورات. كان حلم الشباب السائر على درب التعلم أن يدخل عالم المعرفة والعلم الذي يبدوا أنه ليس حقا من حقوقه. كان الحلم أن يخرجوا من الحصار فهل أخطأ المحتجون التقدير هل كان عليهم أن يدبجوا عريضة تطالب بسجن كبير يضاف إلى هذا السجن الصغير المسمى : حد بوحسوسن. بحد بوحسوسن "قرية العبور" المنسية كان حلم المحتجين هناك أو حتى الذين يتكبدون عناء السفر الى عاصمة الاقليم أن تسمع مطالبهم و تُترجم على أرض الواقع لكن في انتظار حدوث هذا فصوتهم من عين المكان يقول : عادي أن نحتج ونتعرض للمنع والركل والرفس وحتى الاعتقال، لا يهم فقد اعتدنا أن نكتب وندبج البيانات ونصرخ في الوقفات ولا أحد يهتم بنا تأتي الأجهزة القمعية و الاستخباراتية ، تكتب التقارير إلى الجهات العليا ونعود إلى بيوتنا والواقع يبقى هو هو والتاريخ يسجل خيبتنا وانكساراتنا في مجتمع تواق للتحرر مجتمع سطروا له في الدستور أن يعطى فيه للإنسان حقه وتصان كرامته. و السلام عليكم و رحمة الله. توقيع: رشيد الكامل