لم تكن نتيجة فوز فريق شباب أطلس خنيفرة على ضيفه فريق الراك البيضاوي برسم مباريات القسم الوطني الثاني ،والتي مَنًحَتْ نقاطها الثلاث للفريق الخنيفري مقعدًا ضمن قسم الصّفوة، لأول مرة في تاريخه، ترق على ما يبدو لأن تكون ضمن باقة الأخبار الرياضية التي بثتها القنوات التلفزية الوطنية مساء يوم السبت الفارط. فحسب إعتقادي المُتواضع يعود السبب في ذلك، إلى أن بعض الجهات النَّافذَة لم تَسْتَسِغْ صعود فريق قادم من قسم الهُواة، شق طريقه بثبات وعزم بالرغم من ضعف الإمكانيات . مُعينُهُ الوحيد حناجر جماهيره التي تَصْدَحُ في حُلوله وترحاله ، بالتشجيع والمُساندة حتى آخر الأنفاس، إضافة إلى هِمَمِ لاعبيه التي قارَعَتْ أحلام الصُّعُود. إلا أن رياح شباب أطلس خنيفرة كانت تجري بما لا تَشْتَهيه سُفُنُ " قراصنة" الكُرة المُستديرة ، الذين مَنُّوا النفس بصعود فريق إتحاد طنجة ولو بفضل " دافِعَةِ أَرْخَميدِسْ" المُباركة. لقد خلفت حالة الإزدراء هذه، موجة من خيبة الأمل واستنكارًا عارما لدى الخنيفريين الذين رأوا في ما حصل ،تكريسا لمنطق التهميش المُمَنْهَج الذي سُلِّطَ على المنطقة منذ عقود. فما حدث من تغْييبٍ مقصود لِمُواكبة إعلامية تُسَلِّطُ الأضواء على إنجازات الفريق المُمَيّزة ، لا يجب أن يمُرّ مرور الكِرام ، بل يستدعي مِنّا جميعا وقفة تأمُّلٍ لاستجلاء مَكْمَن الدَّاء في تعاطي الإعلام الرياضي مع الأحداث الرياضية المحلية بإنتقائية مَعيبَة. غير أن ما تناسته العدسة الإعلامية الرياضية الرعناء هو أن مدينة خنيفرة أنجبت ثُلَّةً من الرياضيين من العيار الكبير أمثال"مولاي هاشم الغُرْف" اللاعب الدولي السابق بصفوف المنتخب الوطني ، إضافة إلى بطل العالم في سباق الماراطون "جواد غريب" وبالتالي ليس غريبا على مدينة تَتَنسَّمُ عَبير الرياضة أن يكون لها فريق عتيد . كما لا يفوتنا استحضار إنجازات فريق" شباب أطلس خنيفرة النِّسوي " الذي حاز على" كأس العرش" أكثر من مرة. ولا ننسى فريق الكرة الحديدية بالمدينة ،الذي حقق عدة ألقاب بحيث يلعب عناصره ضمن المُنتخب الوطني. ولعل المُفارقة العجيبة هو كون مدينة خنيفرة تفتقر لبنيات رياضية كتلك التي تَعُجُّ بها بعض المدن المحظوظة، ومع ذلك تُعدُّ خزَّانًا زاخِرًا بالطاقات والمواهب الواعدة في شتى المجالات . إن منطق كرة القدم ، لا يعترف بشرط تواجد ملاعب رياضية من مُستوى عالٍ وميزانية ضخمة، تمنحك الحق في مُنازلة الفرق الوطنية الكُبرى . بِقدر ما يُؤمن بضرورة التَّوَفُّر على زُمْرَةٍ من شبابٍ كُروي عَقَدَ العزْم على مُقارَعَةِ الكبار . فمن تعاطف مع فريق إتحاد طنجة في الصُّعود بسبب توفره على مُركّبٍ رياضي كبير من طينة الملعب الحالي ، وتواجد سيولة مالية ضخمة في ميزانية الفريق، نَسِيَ أو رُبما تناسى أن أقدام شباب أطلس خنيفرة الصَّلدة إانْبَعَثَتْ من أتربة ملاعب الهواة وكلها عزم على تسطير مَجْدٍ كُروي طالما حَلُمْنا به، فهنيئًا مرة أخرى لشبابنا الأشاوِسِ الذين رفعوا هاماتِنَا عاليا ، و ضَخُّوا في عُروقنا حُبَّ مدينة فقدت كل شيء سوى عِشْقَ أبنائها لها. بقلم : ذ. يوسف عيادي