نتيجة لبنيته التحية الهرمة والمتلاشية وغير الخاضعة لأي إجراءات تتعلق بالصيانة والمراقبة ضدا على القوانين وإجراءات السلامة المعمول بها في استغلال المناجم فإن ما يهم مسؤولي منجم عوام السيء الذكر والتابع لشركة تويسيت هو تحقيق مزيد من الأرباح على حساب المزيد من الأرواح كان آخرها الفاجعة المؤلمة التي تعرض لها مجموعة من العمال ليلة أمس الاثنين 17 مارس 2014 فبينما كانوا يستعدون للخروج من النفق المظلم وقع عطب مفاجئ في المصعد الآلي الذي يربط بين سطح المنجم وباطنه (مكان استخراج المعادن) حيث يشتغل العمال دون أدني شروط السلامة والصيانة . وقد سبق للعمال أن احتجوا مرارا عن الحالة الميكانيكية للمصعد الآلي وعدم إخضاعه للصيانة الدورية وتوفير شروط الوقاية والسلامة لهم وفي لحظة امتلائه عن آخره والاكتظاظ غير المسموح به هوى بشكل غير منتظر تاركا وراءه إلى حدود الساعة شهيدين والثالث تتضارب الأنباء حول وفاته وهو ضمن الجرحي ال11 الذين تبقى حالاتهم خطيرة وهم يخضعون الآن للعناية المركزة بمكناس، مما يعني أن عدد الضحايا قابل للارتفاع في أية لحظة . وقد ووجهت هذه الكارثة الإنسانية بتعتيم إعلامي من طرف مسؤولي المنجم وإهمال كبير لذوي وأهل الضحايا حيث لم يسمح لرجال الوقاية المدنية بالتدخل الفوري لإسعاف الضحايا الذين تم إخراجهم ونقلهم بطرق تقليدية من طرف بعض زملائهم العمال رغم الصدمة التي أصابت الجميع، وعلى هذا الأساس فساكنة مريرت وأهل الضحايا يطالبون بفتح تحقيق نزيه في الحادثة وملابستها ، وإيفاد لجنة للتقصي والتحقيق في ظروف الحادثة ورفع تقرير شامل عن الحالة المادية للبنية التحتية وخاصة الحالة الميكانيكية لباقي المصاعد. مع إنصاف الضحايا وذويهم وباقي العمال وتوفير شروط السلامة والوقاية الضروريتين ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال واللامبالاة الذي يتسبب في إزهاق أرواح العمال الأبرياء. وقد توصلت خنيفرة أونلاين بلائحة الضحايا كالتالي الشهيدين المتوفيين : المرحوم فتوحي حميد متزوج وعمره قدر ب55 سنة يقيم بتغزى والمرحوم أوناصر الحسين متزوج وعمره قدر ب 58 سنة ويقيم بدوار حساين بمريرت، أما المصابون فهم على التوالي : أغبال قاسي 47 سنة من إغرم أوسار والعياشي عمر 44 سنة ويقطن بتيغزى و أجديد حميد 40 سنة ويسكن بإغرم أوسار، ربيعي طارق 36 سنة ويسكن بعوام و صديقي عبد النبي 37 سنة ويقطن بحي تاحجاويت وحالته ميؤوس منها وهناك تضارب في الأخبار حول وفاته، و أجديد عاشور 45 سنة ويسكن بمنطقة إغرم أوسار، فكري مولاي علي 50 سنة ويقطن بحي أيت مو، أوراغ ابراهيم 50 سنة ويقطن هو الآخر بأيت مو ، و أجديد نور الدين 46 سنة ويقطن منطقة إغرم أوسار، وهبي حميد 40 سنة ساكن بمريرت، وأيت عسو حميد 55 سنة ويقطن بحي تاحجاويت. هذا وعلمت خنيفرة أونلاين قبل قليل أن الجسم النقابي والحقوقي والجمعوي بمدينة مريرت سيفتح نقاشا حول الفاجعة من أجل المطالبة الفورية بوضع حد للانتهاكات الجسيمة التي أضحت تهدد حياة العمال .