احتضن قصر المؤتمرات بمدينة فاس مساء السبت الماضي، ثامن مارس 2014 حفلا تأبينيا في الذكرى الأربعينية لرحيل رمز من الرموز الكبيرة للحركة الامازيغية في شخص الدكتور الراحل عبد المالك أوسادن، حفل التأبين الذي أشرفت عليه جمعية "أمان" للتنمية المستدامة وعائلة الفقيد بتنسيق مع المجتمع المدني الأمازيغي، شهد حضورا لافتا للمناضلين الأمازيغ من شتى ربوع المغرب، بل ما ميزه هو تحدي مناضلين من الرعيل الأول للنضال الأمازيغي لإكراهات المرض والتنقل تكريما لروح مناضل يستحق أن يلقب بالأب الروحي للنضال الأمازيغي. هكذا اذا أشاد الأساتذة محمد منيب، محمد بودهان، ميمون اغراز، محمد أجعجاع والأستاذة مريم الدمناتي بما ميز مسار الراحل من كبير الالتزام وصدق الكفاح، كلمات عادت بالحضور الى مرحلة دقيقة من تاريخ الحركة الامازيغية، مرحلة الجدية والمسؤولية والعزيمة القوية. الحفل التأبيني تضمن أيضا شهادات مؤثرة لكل من الأساتذة حسن قشمار، محمد بوشدوك، موحا مخليص، كاحمو، محمد الشامي وكذا الحسين الجهادي، والذين تحدثوا من بين ما تحدثوا فيه، عن خصال المرحوم وفضله الكبير على الأمازيغية ورموزها اليوم، كما أجمعت الشهادات على استماتة الراحل وشجاعته وخصوصا حزمه وصرامته في نضاله. جدير بالذكر أن الشهادات والكلمات لم تكن نثرية فحسب، بل أن أشعارا هزت مشاعر الحضور، صدحت بها قاعة اللقاء وأبدعتها حناجر كل من لحسن أحيناج، أوجانا، موحى أودريس والأساتذة الشعراء حسين بن حقية، حا أودادس، علي خداوي وعمر طاوس. في نهاية الحفل التأبيني هذا، تناول الكلمة بعض افراد أسرة الراحل الذين ثمنوا المبادرة وشكروا المنظمين وعموم المناضلين الذين ساهموا في انجاح اللقاء التكريمي الكبير والذين تميز ايضا بحضور رمزي للسيد والي ولاية فاس. رحم الله فقيدنا الكبير، والذي سيظل حيا في قلوب من عاشروه ومن تبعهم من فرسان الامازيغية الأحرار، فلترقد روحك في سلام يا عظيم، ولتطمئن روحك، فنحن من ورائك، على الدرب ماضون.