الثقافة موضوع عنوانها الحرية. لكن في مدينتنا التهميش يهيمن على كل المواضيع والعناوين والمجالات ، فلا مجال لتلميع الواجهات البئيسة التي مللنا قبح مشاهدها. لم يكن خيرة الأدباء والشعراء والنقاد وثروتهم الإبداعية هي الوجه البارز في الملتقى الثقافي الأخير بخنيفرة كما يجب ونحب أن يكون، بل طغى على الواجهة الإعلامية التهافت على شكر الداخلية وتكريم دجالي السلطة الوصية. إن الإبداعات كلفت روادها سنين من البحث والإطلاع والمعاناة بمجهودهم الفردي حتى أفضوا إلى هذه الجواهر الفنية الثمينة ، لكن السلطات لم يكلفها عناء اعتلاء منصة التتويج وإخراج الإبداعات على المقاس إلا خطوات ، وكأنها كانت هي الراعي الأول والأخير لهذه المجهودات. ليستمر تلبيس إبليس على الثقافة والمثقفين بخنيفرة المهمشة. الثقافة حرة لا وصي عليها. وصدق الزجال الخنيفري أحمد وعتيق إذ قال: طريقها مشي حرير ولا مفرش بورود واُنت فيها صغير رد بالك من لحدود صاحب ناس خيار وحضي من لقرود وَفرْ كلامك للغد أو فالغد كون موجود إن الثقافة لا حدود ولا قيود لها فهي عابرة للزمان والمكان حاكمة لا محكومة هي موضوع شائك عنوانه الحرية. مع الفنان عرفنا الإبداع قصصه وزجله ومع الوزارة الوصية لم نعرف غير الإقصاء والتهميش كما عبر عنه عنوان الديوان: " أسكون ووسان" (عنقود الأيام) حباته الحلوة ما تولد من إبداعات ومر الحبات ما تتجرعه الطاقات من إهمال ممنهج لسلطات العض التي لا تتقن إلا لغة الانقضاض ولعب الأدوار النهائية ، عشية انقضاض الدجالين على الزجالين.