وكأن الأسماء الكبيرة ترفض العيش في زمن الرداءة لذلك نسمع من حين لأخر عن أسماء وازنة تقدم استقالتها من الحياة اليوم أعلن عن وفاة شخصية ليست كباقي الشخصيات يتعلق الأمر رمز إفريقيا ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا عن عمر يناهز 95 عاماً فقد أصابه هازم الذات ومفرق الجماعات يوم الخميس 05 دجنبر 2013، بمنزله في جوهانسبرغ مما حدا بسلطات بلاده تنكيس الأعلام وإلإعلان عن تنظيم جنازة رسمية. هذا ويذكر أن مانديلا هو أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، وحاز على جائزة نوبل للسلام، يعتبر رمزا نضاليا في إفريقيا بل وفي كل أنحاء العالم .عتقل ل27 عاماً بسبب نضاله ومقاومته لسياسة التمييز العنصري في خمسينيات وستينيات القرن العشرين. وهو من مواليد 18 يوليو 1918 في ترانسكي بجنوب إفريقيا ،تخرج من جامعة جنوب إفريقيا حاملا شهادة البكالوريوس في الحقوق عام 1942، وانضم إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء عام 1944، وأصبح رئيسا له عام 1951. وفي عام 1961، بدأ مانديلا بتنظيم الكفاح المسلح ضد سياسات التمييز العنصرية، وفي العام التالي ألقي القبض عليه وحكم بالسجن لمدة 5 سنوات. وفي عام 1964، حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التخريب. بعد 27 عاما من السجن، أفرج عن مانديلا في 20 فبراير 1990، وفي عام 1993، حاز مانديلا على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع فريدريك دكلارك. في 29 أبريل 1994، انتخب مانديلا رئيسا لجنوب إفريقيا، تمكن من السهر على الانتقال من حكم الأقلية بنظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية متعددة الثقافات، ورأى في المصالحة الوطنية بأنها المهمة الأساسية في فترة رئاسته. وبعد أن شاهد كيف تضررت الاقتصادات الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمارية برحيل النخب البيضاء، عمل مانديلا على طمأنة السكان البيض في جنوب أفريقيا بأنهم ممثلون في «أمة قوس قزح» وبعد اعتماد دستور يكرس الديموقراطية ودولة المؤسسات وفي 1999، أعلن تقاعده وتنازله عن منصب رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بعد فترة رئاسية واحدة، غير آبه بالمناصب وفي نفس العام، أسس مانديلا مؤسسة نيلسون مانديلا الخيرية. ليتفرغ لحياته الخاصة وتحسين صورة بلاده إلى أن اختطفه الموت اليوم بعد معاناة مع المرض. لكن الرموز لا تموت سيظل مانديلا خالدا في بلاده وفي ذاكرة كل الشعوب المستضعفة الطامحة للحرية من ربقة أقلية حاكمة.