بينما كنت داخل سيارتي أمام الثانوية الإعدادية 11 نونبر بجماعة لهري أنتظر أحد أصدقائي، استوقفني منظر غريب عندما دق جرس نهاية الفترة الدراسية الصباحية، حيث شاهدت مجموعة من التلاميذ يتسابقون لركوب شاحنة صغيرة من نوع" بيكوب ". نزلت من السيارة وتوجهت صوبهم لاستفسارهم عن الأمر فأخبروني أنهم من ساكنة الدواوير المجاورة لجماعة لهري( العسة، واد سرو، تداوت أمجود، تلحيانت...) وأن هذه "السيارة" هي وسيلة نقلهم الوحيدة في المنطقة حيث يدفعون مقابلا لصاحبها كل أسبوع ثم سألت أحدهم لماذا يتسابقون للركوب فأجابني بصوت خافت نال منه التعب والجوع" أريد ان أتواجد وسط الآخرين حتى أتفادى البرد " عدت إلى سيارتي وغادرت المكان دون أن ألتقي صديقي والأسئلة تتقاطر على ذهني : كيف لنا أن نتحدث عن جودة التعليم ونحن عاجزون عن توفير نقل كريم لهؤلاء التلاميذ؟ ما ذنب هؤلاء حتى ينقلوا كالبهائم؟ أين المنتخبين وجمعيات المجتمع المدني ؟ هل هذا هو ما يستحقه أبناء هذه المنطقة التي قاوم آباؤهم الاستعمار والاسم الذي تحمله ثانويتهم خير شاهد على ذلك، واليوم يقاوم الأبناء الظروف القاسية للتنقل من أجل طلب العلم؟.