تعرف منطقة ملوية العليا في هذه الفترة من السنة حركية نشيطة, يجعلها منطقة جذب لتجار بذور البطاطس وتجار وسائل الري، كما لا تفوت السماسرة مثل هذه الفرص دون الظفر بنصيبهم من الكعكة وبهذا يكون الفلاح هو المحور الرئيسي في هذه العملية التي يتحمل فيها كل الأتعاب ( يستثمر من ماله ، يعمل بيده) ليواجه لوحده كل المخاطر التي يمكن أن تلحق بنشاطه، والتي تكون غالبا خارجة عن إرادته، وتتمثل أساسا في غياب تام لأي إرشاد من المصالح المختصة وانعدام المراقبة الخاصة بالتأكد من جودة البذور المستعملة، ثم غياب مراقبة أثمان المواد والوسائل المستعملة مما يجعل التحكم في ثمن بيع المنتوج بأيدي المضاربين . بالإضافة إلى العوامل البشرية، يبقى الفلاح أيضا تحت رحمة الظروف المناخية التي غالبا ما تهدد منتوجه العواصف الرعدية عامة في هذه الفترة من السنة، لتتسبب في فيضانات متكررة تأتي على كل المحاصيل. كما حدث أيام 12 و13 شتنبر 2013 دون اكتراث السلطات المحلية ولا المجلس الجماعي بمعانات الفلاح، فبقى وحيدا في مواجهة قساوة الطبيعة وأطماع السماسرة وتجاهل المسؤولين والمعنيين بأمر الفلاح.