يشعل مهرجان موسم شمعته العاشرة، ونحن عازمون على الاحتفال بهذه الذكرى كما يجب. وبهذه المناسبة نقدّم، من 12 نوفمبر إلى 4 ديسمبر، بكلٍّ من أنتويرب وبروكسل برنامجاً متنوعاً في الأدب والمسرح والموسيقى والرقص وفن الأداء. كما نغتنم هذه الفرصة لنسأل عن مدى تطوّر المشهد الثقافي ببلجيكا؟ وإلى أيّ حدّ يفسح المجال لفن وثقافة مبدعين من لون مختلف؟ نبدأ تحقيقنا منذ الافتتاح يوم 12 نوفمبر في مسرح Zuiderpershuis بأنتويرب مع فيلم "ألوان في الفن" لجمعية نخلة. فيلم يقدم بورتريهات لفنانين بلجيكيين من أصول غير أوروبية: سيدي العربي الشرقاوي من أصل مغربي، شكري بنشيخة من أصل تونسي، مسعود أرسلان من أصل تركي، إلخ. هذا الفيلم يليه نقاش مع توم لانوا، شكري بنشيخة، توم نيخيلس ونادية فاضل. وتنتهي الأمسية بأول عرض للإبداع الموسيقي "رحلة". عابد بحري وسمير بنميراد يحملان عشاق الفن والترحال على سجاد طائر في رحلة موسيقية عبر الزمان والمكان والمشاعر. إبداع موسيقي، من إنتاج موسم، مستوحى من تراث الرحّالة العربي ابن بطوطة. اقتفاءٌ فنيٌّ لأثر ابن بطوطة يستحتضر موسيقات مختلفة للشعوب الإفريقية والأسيوية والأوروبية. المهرجان فرصةٌ أيضاً يدعو خلالها "المركز المتنقل للفنون موسم" الفنانين البلجيكيين لمشاركته التفكير في قضايا الهجرة. يوهان بوتي على سبيل المثال يطرح في مسرحيته "خوف" سؤالاً عن مبررات تطعيم كلّ هذه المخاوف من الشباب المغاربة؟ مسرحية تسائل الخوف غير المبرّر من "الاجتياح المغربي" لأحد أحياء مدينة أنتويرب. ولاستدعاء ماضي التعايش والتلاقح الثقافي، ننغمس مع فرقة غراندولافوا موسيقياً في التاريخ.. وبالضبط، في باليرمو 1140. العرض يتضمن أغاني روحية من المصلى البالاتيني لباليرمو. مزيج من الأغاني النورماندية الصقلية والأغاني الدينية العربية والأغاني الإيطالية البيزنطية. حياة جديدة يبثها بيورن شمالزر في أغاني القرن الثاني عشر بباليرمو المضمخة بالتأثيرات العربية. أصوات جديدة من العالم العربي يقدمها مهرجان موسم بحضور خمسة فائزين في مسابقة بيروت39: المصرية نجاة علي، اللبنانية هيام يارد، الفلسطيني علاء حليحل، الهولندي من أصل مغربي عبد القادر بنعلي والمغربي ياسين عدنان. ياسين عدنان الذي ألهم ديوانه الشعري "رصيف القيامة" الفنانة لطيفة أحرار التي ستحضر بمسرحيتها المثيرة للجدل "كفرناعوم-أوتوصراط" سعياً من مهرجان موسم لتوثيق الصلات بين الأدب والمسرح. في نفس الإطار، ولأول مرة في مساره الأدبي، يكتب الروائي اللبناني رشيد الضعيف للمسرح، بمشاركة ممثلين من أصول عربية وأوروبية، تلبية لدعوة المخرج المغربي المقيم ببروكسل رحيم العسري "الخامسة/السابعة مساءً: ساعات لقاء"، مسرحيةٌ جريئةٌ عن مشاكل الزواج المختلط. المهرجان يهتمّ أيضاً بقضية التحام الشعر بالموسيقى من خلال حفل موسيقي تكريماً للشاعر محمود درويش. الحفل يحييه المغني والملحن وعازف العود الفلسطيني منعم عدوان، وتتخلله قراءات من شعر درويش يؤديها الشاعر المغربي طه عدنان. فيما يحضر الرقص المعاصر من خلال عرض الراقصة الفرنسية من أصل جزائري نصيرة بلعزة ترافقها أختها دليلة في عرض "الحارستان". أما فن الأداء فيحضر من خلال عمل المؤلف والمخرج المسرحي المصري أحمد العطار وعمله "عن أهمية أن تكون عربياً". سيكون ممتعاً أن نحتفل أيضاً. أن نحتفل فقط. احتفالٌ موسيقي برفقة فنانين جوّالين من قيدومي الطرب مثل مجموعة الغوستو للفن الشعبي الجزائري. عشق الفن الشعبي يلمّ شتات فنانين جزائريين من أصول مسلمة ويهودية بعدما تفرقت بهم السبل بعد مغادرتهم لحيّ القصبة بالجزائر العاصمة. أما حفلة الختام في 4 ديسمبر بمسرح "لي هال دو سكاربيك" فستكون حفلة لكلّ الأجيال. ملك الهيب هوب ببروكسل ريفال سيطرب الجمهور الحاضر قبل أن يسلم المشعل لممثلي الموسيقى المغربية البديلة: هوبا هوبا سبيريت. السهرة تتوّج بمشاركة نجم الأغنية الشعبية خالد بناني.