في سابقة من نوعها بتاريخ المؤسسات التعليمية بنيابة آسفي للتعليم، وفي ظل الضعف التام للنيابة الإقليمية والأكاديمية الجهوية بلغ الاستهتار بحرمة المؤسسات العمومية، والاستخفاف بالعاملين بها، والاسترخاص التام للتلميذ باعتباره محور التربية، أن يقوم مجموعة من أطر مدرسة عبد السلام المستاري [بياضة بنات] مصحوبين بعدد من أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مؤسستهم بالهجوم يوم السبت 08 يناير 2010 خلال الحصة الأولى صباحا على أطر وتلامذة مدرسة امحمد لعلج بنهيمة [بياضة بنين]، مما خلق هلعا وخوفا في صفوف التلاميذ الذين لم يفهموا أو يستوعبوا الحدث بعدما وجدوا بعض قاعات درسهم فضلا عن ساحة المؤسسة محتلة من لدن غرباء وهم يرددون شعارات ويلوحون بعبارات وجمل تتضمن ألفاظا تهديدية. وسياق هذا الهجوم يأتي بعد قرار بجمع تلاميذ المؤسستين معا في مؤسسة واحدة [م. عبد السلام المستاري] على أن يعمل الجميع بصيغة التوقيت المسترسل، وبهذا ستتناوب المؤسستان على المدرسة صباحا ومساء، ويشتغل كل مدير مع أطره نصف يوم بالتناوب على المؤسسة، إلى غاية انتهاء أشغال الإصلاح والترميم بمدرسة لعلج بنهيمة، وقد وقع الجميع على محضر مشترك بحضور لجنة نيابية يقرون بالاتفاق على هذه الصيغة، مع إضافة بند في الأخير يقضي بالاستفادة من مساء يوم السبت بالتناوب. وبناء عليه اشتغلت المؤسسة بهدوء تام خلال أسبوعين تقريبا، ومع حلول السبت الثاني أصر طرف على الاستفادة دائما من مساء يوم السبت وقرر الهجوم على المؤسسة واحتلالها صباحا، وهو ما استنفر لجنة نيابية حضرت إلى عين المكان فضلا عن ممثلين للسلطات المحلية وأعوان السلطة، الذين عاينوا الواقعة في حينها، وسجلوا أسماء المقتحمين وأعادوا الهدوء للمؤسسة، والمفروض أن تكون اللجنة أعدت تقريرا في الموضوع ورفعته إلى الإدارة قصد اتخاذ الإجراءات القانونية الجاري بها العمل، ولعل العامل الأساسي المساهم في تهدئة الأوضاع هو تبصر أطر مدرسة لعلج بنهيمة الذين رفضوا القيام بأي رد فعل يذكر تجاه الهجوم، تاركين المجال للإدارة لتتخذ الإجراءات المسطرية والتنظيمية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وقد استنكرت عدة جهات إدارية وتربوية هذا التعامل الانتهازي مع تدبير الزمن المدرسي، وهذه الأنانية المفرطة التي أقحمت الآباء والأولياء بتحريضهم من أجل كسب مغنم بسيط بعيد عن مجال التربية وقيمها، هذا، ويؤكد هذا الحدث ومثله مدى التردي الذي تعرفه منظومة التربية والتكوين بإقليم آسفي بسبب ضعف المسؤولين عنه إقليميا وجهويا. ولحد كتابة هذه الأسطر لم يصدر عن الإدارة أي إجراء يذكر، ويخشى عدد من المتتبعين أن تكتفي الأكاديمية بإصدار بلاغ تكذيب.