تعتقد كثير من النسوة أن على المرأة الحامل أن تأكل طعاما يكفي شخصين حتى تحافظ على صحتها وحتى ينمو الجنين نموا سليما ،فتراهم يأكلن كميات كبيرة من جميع أصناف الطعام بما فيها السكريات والنشويات والدهون ، وهذا تصرف خاطئ.صحيح أن المرأة الحامل تحتاج إلى المحافظة على سلامة جسمها كما تحتاج إلى أمداد جنينها بالعناصر الغذائية اللازمة لبناء جسمه ،ولكنها في نفس الوقت لاتحتاج إلى أمداد هذا الجنين بكميات الدهون والنشويات والسكريات التي تفرط في تعاطيها دون مبرر،فالجنين في بطن أمه لايحتاج إلى كل هذه المواد المنتجة للطاقة ، ولكنه في حاجة إلى مواد البناء كالبروتينات والكالسيوم والحديد ، فالزيادة في تناول المواد الدهنية والكربوهيدراتية – إن لم تستهلك في الحركة –ترسبتفي جسم الأم على هيئة دهون وشحوم. إن على المرأة التي تقبل على الحمل أن تستعد له صحيا،بالخلو من الأمراض العضوية وكذلك أمراض سوء التغذية مثل نقص الحديد أو الكالسيوم أو اليود أو الفيتامينات، لأن الجنين يحتاج لهذه العناصر الغذائية لبناء جسمه ،ولا يجب أن تعتقد النساء أن زيادة وزنهن دليل على الصحة فما أكثر البدينات اللأتي يعانين من نقص الحديد أو الكالسيومأو بعض الفيتامينات ، إضافة لما يعانينه من كثرة الدهون والشحوم التي تعتبر عبئا على جميع أجهزة الجسم كالقلبوالمفاصل لذا وجب التنبيه إلى أن البدانة قبل الحمل غير مرغوب فيها صحيا ، فضلا عن أن تكون هذه الزيادة في الوزن حادثة أثناء الحمل. إذن ينبغي أن يتوجه التفكير في الأكل ليس إلى الكمية وإنما إلى النوعية ، فالمطلوب منها أن تهتم بالأكثار من أكل الأغذية الغنية بالبروتينات خاصة الحيوانية منها ، كاللحوم والدجاج والبيض والحليب قليل الدسم ولايقل عن 1لتر يوميا) ومنتجاته لأنه البروتينات هي التي تبني الخلايا وأنسجة جسم الجنين ، كما أن عليها الأهتمام بأكل الأغذية المحتوية على الحديد اللازم لتكوين الدم خاصة الموجودة في المصادر الحيوانية أسهل امتصاصا من المصادر النباتية ، كاللحوم والكبدة والبيض. كما ينصح علماء التغذية بضرورة احتواء غذاء الحامل على فيتامين ج كالموجود بوفرة في الجوافة والبقدونس والحمضيات مثل الليمون والبرتقال لأنه يساعد على امتصاص الحديد والأستفادة منه .وفيتامين د الموجود في الحليب والبيض والأسماك وغيرها يساعد على الأستفادة من الكالسيوم والفسفور اللذان يحتاجهما الجنين لعملية بناء العظام.وهنا يجب التنبيه إلى أ ن الجنين سيأخذ حاجته من من هذه المعادن كالكلسيوم والحديد ، ومن البروتينات اللازمة لبناء جسمه ، حتى لو كان ذلك على حساب مايحتاجه جسم الأم .وبالتالي فإن لم تأخذ الأم مايكفيها ويكفي الجنين فستصاب-لاقدر الله- بأمراض نقص الحديد كفقر الدم، أو ضعف العظام نتيجة فقدها كميات من الحديد والكالسيوم والفسفور لتزويد جسم الجنين بها. وعلى المرأة الحامل الأهتمام بتناول لخضر والفواكه لطازجة لغناها بالفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة ،وأن تترك الأعتقاد بأن الفواكه من الكماليات او المحليات ،وأن تستعمل الملح المدعم باليود ،لما لليود من أهمية في أكتمال نمو الجنين ، مع تجنب الأطعمة العالية في الملوحة ،لأنه تزيد من احتفاظ أنسجة الجسم بكميات كبيرة من الماء تؤدي إلى تورمها . ولاننسى نصح الحامل بتحاشي تعاطي أية أدوية حتى المهدئات أو أدوية الصداع كالأسبرين إلابعد استشارة الطبيب الطبيب المشرف على الحمل، فإن أنواعا كثيرة من الأدوية قد تضر الجنين ويمكن أن تسبب له تشوهات وهو في مرحلة بناء الخلايا وأنسجة جسمه ،لاسيما في الأشهر الأولى من الحمل.فالمطلوب من المرأة الحامل إذا أن تهتم بتناول البروتينات والحديد والكالسيوم في غذائها مع عدم تناول المواد المانعه لأمتصاصها حتى تستفيد بما تناولته ، مع العناية بأكل الفواكه والخضر ، وألا يتنسى المحافظة على رشاقتها وجمالها بعدم الأستسلام للراحة والخمول ، بل عليها أن تهتم بالمشي والحركة التي لاتضر بالجنين ولاسيما في الشهر الأخير من الحمل فهو منشط للدورة الدموية وجميع عضلات الجسم.