هو البصري من طاف في بساتين الكلام تهادى شهقة خوافق عيون الصباحات صهيل لا يركعُ بين فخذيّ طَيّرَتْ إليه الشرار * * * هي تقضم لقمة من هنا ولقمة من هناك وتسميها قصيدة!! * * * أين الذي يريد أن يحوم على جبل سنام* جبل تدفق ريعه شعراً ثريا هو نجم يلمع في سماء بعيدة لا ترف له شعرة في بؤرة غبية ترتعد من كلمة أَشَرَتْ نياتها الصافية كي تنقح علات نصها * * * الشعر كيف يضيء والنعجة تلوذ بالقبيح تخاف تحسين الشواذ تهز ذيْلَها الشحمي وتمضي إلى حيث قناعة عمياء * * * هو يغذي الحس مسكَ شعر كأنما مصابيح تضىء في بطن غيمة حبلى بلؤلئها في كل جملة فيها يشبُ الحسَ نارا كأنما الكلمات تضىء شمساً وريحانَا * * * تربته سحر إخضَرَت على إيقاع سقسقة شعراً يخاطب الكلام لغة كما الغصن الرطيب تولد الأزهار * * * تلاحن النسيم لقاح خلايا سعيف نخلة يميس شدو النفس * * * تراقصَ الحسُ سفر بنات نعش يتجهن شمالاً تكون الريح بسمة شعره يتجهن إلى ظلمة تكون الرطوبةُ سعالَ كلماتها * * * هو يضىء العيون تبسماً للقاء فاض ونسة الشفاه فصار قبلة تنقت شهوة حلمات الزهور تصبُ على الخد نارا * * * هي لسانها شوك عاقول مزيج سم عقارب عمياء تلسع من خلف الستار * * * هو كلما تنزل دمعات شعره تزدهر البساتين وروداً فوح الزهور تمضي بأشجان البلابل فتخضر من صوتها الصحارى أزاهير كأفواه الطيور فيض جبل تطوف حوله النجوم يقلب اوراق دفاترها ويعلن أنها مطرزة بالفل أو أنها * * * ترى متى يكون المكانُ أبعدَ من الزمان؟ حتى تنزع النعجة صبغتها الشقراء فتعود سبخة يؤمها القيح الذي لا ينطق فيه سوى "هاطول" بعير ويقال أنه شعر كأطلال تلقي شهبا أعلنت الكراهية مرات جهارا * * * هو ابن القصيدة التي لا تنام روحها تحط على سعف النخيل كما البلابل تشرب رضاب السياب وتشتهي الخيال إذا راق لها هذا الخيار * * * هي هزة رخيصة في آخر الليل تصفيق راقصة على مزبلة * * * هو ابن القصيدة التي امتلأت جرارها بالذهب حمى الشعر من لسعة برغوثة فارسية تمتص دماء الشعراء مع أنه شذب لها المعنى لكنها نعجة بالفطرة مَثَلَ فايروس يغلف نفسه بسحايا سادية لا تعرف غير موت الآخرين افكار ليس لها في مهارات الكلام خيار * * * إذن الشاعرة من؟ أتلك التي تتعرى زنودها على المواقع وتصبغ شعرها بالاشقر وخديها وشفتيها بما عاق من الألوان فيعلق رخيصاً من هنا ومبتذلاً من هناك على إنها الشاعرة الرخوة * * * يا سخيرة المواقع تابوت الشعر كيف نحمله؟ وأي ناء نقصد ومعولنا مكسور ونحن عجال نحث السير خلف "شاعرة" تبيع الهوى فيكون ألف مطبل ومزمر فراشها سعر النقودات ونحن لا نعرف جهة لقبر كلامنا وما عدنا قبضة سنبل يعصرها خيط رفيع نطوف وشعرنا على الاصابع محمول يميل مخدوعاً مجروراً ومأسور = = = *جبل سنام: جبل من الحجر الزجاجي يقع على الحدود العراقية مع الكويت، كاد أن ينبسط على الأرض من كثر ما أُخذ منه لتصنيع الأواني والتحف بألوان طبيعية، لكنه كالجسد البشري يخضع لعملية نفي النفي أي التكاثر وهذا سبب بقاءه. بيروت 7- 11- 2010