أصدر د. محمد فخرالدين بدعم من مركز تنمية جهة تانسيفت الحوز كتابا بعنوان : " معالم من التراث الثقافي لمدينة مراكش"و كان المقصود منذ البداية من نشر هذا الكتاب تغليب الجانب المدرسي و التعليمي من أجل التواصل مع الناشئة وتحسيسهم بأهمية هذا التراث و ضرورة الحفاظ عليه ...ومن غير الشك أنهم سوف يستفيدوا منه كدليل مرجعي يساعدهم على البحث في مجال التراث الثقافي ويعرفهم بجوانبه و قضاياه و يوضح لهم ما فيه من قيم معرفية و جمالية . ويتكون الكتاب من فصلين الأول مقسم الى قسمين: قسم يعرف بأهمية التربية على التراث بشكل عام و الحكاية في تعريف الناشئة بأهميته. قسم يعرض بشكل تبسيطي لنشأة مدينة مراكش و بعض مآثرها التاريخية و يتوقف عند ذاكرة ساحة جامع الفنا .. أماالفصل الثاني فيتناول بعض الحكايات الشعبية التي جمعت في مدينة مراكش في فترات متفاوتة، والتي يمكن توظيفها في أوراش التحسيس بأهمية التراث الشفهي و الحكاية في المؤسسات التعليمية لصالح تلاميذ المؤسسات التعليمية . وقد جاء في تقديم الكتاب ((هناك حيث تحط الحكايات رحالها بين النخيل كما تحط في أزقة المدينة الضيقة على أفواه الصناع التقليديين، فلا تقف الحكاية عند الممارسة الكلامية بل تتلقفها الأشياء المصنوعة ، فكل شيئ يعرض على ضفاف الدكاكين الصغيرة يحكي حكايته الخاصة ليتجمع هذا الحكي عبر ابواب أسواق السمارين ليلتقي هذا الحكي جميعا بحكي ساحة جامع الفنا حيث يتداول الرواة الشعبيون حكاياتهم البهيجة الخيال و هم يتلقفون مخيلة الزائرين ليسبحوا بهم في هذه العوالم المليئة بسذاجة الطفولة و البطولة حيث يصير حق الحلم حقا طبيعيا و عفويا... هنا و هناك تنتشر الحكاية و تتناسل لتعبر عن هذه المدينة الجميلة، تكاد تخرج بين الدروب بألوان شخصياتها المتعددة ومهنهم المختلفة لتنقل شيئا واحدا هوهذا العالم الساحر الذي هو عالم الحكاية ...عالم مليء بالحلم حيث كان يمتح الأطفال مراكشيتهم من هذا الكلام الجميل و التحيات العابرة والعبارات المجازية.....)) ويعتبر المؤلف أن هذا الكتاب ليس إلا مقاربة لبعض معالم التراث الثقافي لمدينة مراكش الجميلة ، مقاربة لا تدعي الإحاطة بكل مكوناته لأن هذا جهد عصي على الأفراد و إنما ينبغي أن تتولاه المؤسسات التربوية والجامعية و الثقافية و لكن الهدف كان ملامسة وتحسيس بالتراث و الدعوة الى المحافظة عليه و توظيفه لفائدة الأجيال المقبلة .