في شوارع واشنطن لا تجد صوراً للرئيس ,أو لسواه من الرموز. قد تشاهد في بعض الزوايا نصباً لحمار موشح بالعلم الأمريكي في دلالة واضحة على غلبة الحزب الديمقراطي ,وهي إشارة أيضا الى غياب الفيلة عن البيئة الأمريكية مقارنة بوجود الحمير في كل مكان. وليس في الشارع فقط يوجد تمثال الحمار ,أو في الحدائق والغابات, ورغم أن أشعار الحزب الجمهوري هو الفيل إلا إن تقاليد الحزب المستمدة من رغبة الولاء المطلق لإسرائيل تسمح بإنضمام الحمير الى قائمة أعضاء الحزب, وحتى قيادته ونوابه في الكونغرس .المرشح عن الحزب الجمهوري (نيوت غنيغريتش) ينافس هذه الأيام لدخول البيت الابيض, وقد خاطبه بعض المواطنين من ولايات الجنوب قائلين: لسنا بحاجة الى غبي مثلك!. فهذا الرجل الأخرق يستعجل الوصول الى ساحة النفوذ الصهيوني من خلال تصريحات تقلب الحقائق وتثير الإستياء والإستهجان ,وتحرض على العدائية سواء من العرب والمسلمين الناقمين وحتى المثقفين في أمريكا وأوربا وأسرائيل أيضا . فقد نفى أن يكون هناك شعب فلسطيني ,وهذا يشير الى عدم وجود حاجة الى مفاوضات سلام ولا الى أقتراحات وخطط انشاء دولة ووفقا لتلك التصريحات فانه يدعو الى نقل العاصمة الصهيونية من تل أبيب الى القدس ومنع عودة أبناء شعبنا في الشتات الى الأراضي المحتلة تحت أي ذريعة والأستمرار في الدعم للدولة الصهيونية ورفض أي فكرة خاصة بنزع السلام النووي. في الواقع أن هذا المعتوه المتطرف والمتملق للتكتل الصهيوني بهدف الحصول على دعم اليهود في إنتخابات الرئاسة القادمة لا يفقه شيئا من التاريخ ,وسيكون اسؤا من أي حاخام يهودي متطرف أو من الذين يستخدمون الدين لتدمير حياة الناس بتأويلات وتفسيرات باطلة. وواضح تماما إنه سيضع العنب كله في سلة الإسرائيلين, وسيدعم النشاط الصهيوني في أوجه عدة ,وسيلغي كل إتفاقات السلام التي إستهلكت عدة عقود من الزمن ,وسيضع قدرات الولاياتالمتحدة في خدمة الكيان اللقيط في أي حرب محتملة ,وفي المقابل سيعطل قوى المقاومة والحكومات العربية التي تواجه العنت الإسرائيلي وهو عمل في غاية الخطورة لأنه سيفتح أبواب جهنم على واشنطن وحليفتها سيئة الصيت ,عدا عن فتح شهية القوى الدينية المتشددة في البلدان العربية والإسلامية ,وسيقوي نزعة التطرف عند حاخامات إسرائيل وقادتها. ويبدو أن مرشحي الحزب الجمهوري في أغلبهم يعيشون هذه اللخبطة في العقل ,والإرتباك في المشاعر. فالمرشح الآخر رومني الذي فاز في السباق الأولي لمرشحي الحزب قال من أيام :إنه سيعيد إحتلال العراق ثانية فيما لو فاز. ويحمل الأمريكيون خاصة الداعين الى حركة ( إحتلوا وول ستريت ) الحزب الجمهوري كل المشاكل التي ترتبت على السياسة الحمقى التي أتبعت خلال السنوات الأخيرة وكلفت امريكا الخسائر تلو الأخرى في مواجهة التحديات الأقتصادية والسياسية ,وعلى مستوى الصراع في الخارج,وهو مايدفع الجمهوريين لإرتباك المزيد من الأخطاء والحماقات والتي ستؤدي الى خسارة لاحقة في إنتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة.