يرجع السياق التربوي لاعتماد أداة التتبع الفردي إلى ظاهرة الهدر المدرسي٬التي عرفتها المدرسة المغربية في الآونة الأخيرة٬ بما فيها الانقطاع المستمر عن الدراسة والتكرار المتزايد، إضافة إلى عدم التمدرس المنتشر في صفوف بعض المناطق وخصوصا القروية منها ٬وذلك لظروف خاصة مرتبطة بالمستوى المعيشي للسكان أو القيمة السلبية التي أصبحت تعرفها المدرسة المغربية ٬من قبيل أنها لم تعد تلبي حاجيات المواطنين مثل إدماجهم في سوق الشغل . وتتمثل وظيفة التتبع الفردي في معالجة ظاهرة عدم تمدرس الأطفال وانقطاعهم المبكر عن الدراسة )معالجة ظاهرة الهدر المدرسي(. فماهو جدوى تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للمتعلم وعلى مساره الدراسي؟ وماهي بعض الصعوبات التي يطرحها جمع المعطيات الخاصة بالمسار الدراسي للمتعلمين؟ وماهي بعض الأدوات المنهجية والإجراءات التي من شأنها توفير معطيات موضوعية...؟ تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للتلميذ جاء من أجل معرفة ورصد مجموعة من المعلومات٬ حول التلميذ ومساره الدراسي ٬من قبيل ٬استفادته من التعليم الأولي وعدد سنوات الدراسة بكل مستوى وهل يستفيد من الإطعام المدرسي والنقل المدرسي.....٬كذلك معلومات حول حالته الصحية مثل٬ الإعاقة الجسدية أو الإصابة بمرض مزمن٬كضعف البصر٬ ضعف السمع ........٬وأيضا معلومات حول الحالة العائلية ٬من قبيل ٬وجود أو غياب الأب والأم بالبيت٬ وقدرة الأسرة على توفير اللوازم المدرسية ٬وهل يساعدها التلميذ في أعمال البيت ورعاية الإخوة الصغار....... ٬كذلك معلومات حول المحيط المدرسي مثل٬ بعد المؤسسة عن المنزل ووجود أو غياب وسيلة نقل من اجل الوصول إلى المدرسة ٬وصعوبة المسالك٬ ووجود أو غياب مرافق صحية بالمدرسة٬ وفرص للعمل المبكر....... وذلك من اجل التدخل الفوري من طرف المجتمع المدرسي والمجتمع المدني والشركاء٬ لمعالجة كل المشاكل التي تقف كعائق أمام التلميذ وتمنعه من ولوج المدرسة أو الوصول إليها بشكل مستمر و بدون إنقطاع٬ويكون هذا التدخل عبر تقديم الدعم الاجتماعي٬ كتوفير اللوازم المدرسية٬ ونذكر في هذا الصدد المبادرة الملكية لمليون محفظة٬وبرنامج تيسير الذي يقدم مساعدات مادية للتلاميذ حسب كل مستوى٬ والذي يدخل في إطار الشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر٬ والدعم النفسي لمعالجة كل المشاكل النفسية التي يعاني منها التلاميذ سواء في الأسرة وهنا يتم البحث في طبيعة العلاقة بين الأبوين بما فيها الطلاق أو النزاع الدائم....... أو مع زملائهم كالاعتداء اليومي بالضرب أو التحرش الجنسي ..... أو مع أستاذهم كصعوبة الفهم وعدم القدرة على التواصل و هل الأستاذ مسالم أو عدواني أو تربوي... .أما التركيز على المسار الدراسي للتلميذ يأتي بغرض معالجة التعثرات التي يعاني منها التلاميذ على مستوى التعلمات في القراءة والكتابة والعد والحساب.... وذلك عبر رصد كل المتعثرين ومعرفة نوع التعثرات وتصنيفها لمعالجتها عبر ساعات الدعم أي الدعم البيداغوجي٬ على الرغم من أن الوزارة وضعت التدبيرات اللازمة لساعات الدعم ٬ غير أنه غير مفعل بشكل جدي على أرض الواقع . ومن الصعوبات التي يطرحها جمع المعطيات الخاصة بالمسار الدراسي للمتعلمين من خلال التجربة المهنية نذكر٬ عدم قدرة التلاميذ على تعبئة المعارف والمواقف والمهارات ٬من أجل توظيفها لحل وضعيات مشاكل مركبة من المادة أو الحياة العامة٬ لأن الطفل يتعلم القراءة والكتابة والعد والحساب... بطريقة تمكنه من توظيفها لمواجهة وضعيات ومشاكل الحياة اليومية٬ ومن الناحية المنهجية وجود صعوبات كبيرة على مستوى البحث عن المعلومات ومعالجتها واستثمارها ٬ وكذلك صعوبات توظيف تكنولوجيا الإعلام والتواصل كالحاسوب والأنترنت٬أما من الناحية الشخصية والاجتماعية تتمثل الصعوبات في انعدام الثقة في النفس وافتقار التلاميذ إلى طرق التعامل مع الأخر بما يتطلب من تواصل وتسامح وتنافس شريف ٬والاستقلالية في العمل وما يتطلبه من قدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ المبادرة. ومن بعض الأدوات المنهجية والإجراءات التي من شأنها أن توفر معطيات موضوعية ٬,بالإضافة إلى دفتر التتبع الفردي من خلال شبكة تتبع التعلمات والتي يجب تعبئتها بدقة لازمة ووفق معايير واصفة٬ وتحديد ثلاث مجالات للتمكن الخاصة بالمواد والمنهجية و بالجانب الشخصي والاجتماعي, لا بد من وجود مراكز للإنصات في كل مؤسسة٬ من اجل الاستماع إلى كل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ ٬وبشكل سري متفق عليه داخل الأسرة من حيث طبيعة العلاقة بين الوالدين هل هي متوترة أم جيدة مما يؤثر بالسلب أو الإيجاب على التلاميذ من حيث تعاملهم وسلوكاتهم ومن ناحية إهتمام والديهم بمستواهم الدراسي وتتبعه,وعلاقة التلاميذ مع زملائهم داخل وخارج المدرسة بما يمنعهم أو يشجعهم على الحضور أو الهروب من المدرسة ,دون إغفال علاقاتهم مع أساتذتهم من حيث طبيعة تعامل الأستاذ معهم وطريقة شرحه للدرس وإلتزامه في الحضور هل هو مشجع أو منفر للتلاميذ....... من أجل التعرف على كل ما يؤثر بشكل مباشر على التلميذ من الناحية النفسية من أجل اتخاذ قرارات حاسمة سواء على الوالدين أو أحد التلاميذ أو على الأستاذ نفسه أو...... وبالرغم من كل الإجراءات المذكورة أو غيرها من حيث الجودة والنجاعة تبقى النية الإيجابية في مساعدة التلميذ على التغلب على كل الصعاب التي يواجهها والتي تكون حاجزا أمام تعلمه أو استمرار تعلمه مدى الحياة أو على الأقل حصوله على فرصة ولوج المدرسة أفضل بكثير من كثرة المراسيم والمذكرات... والإجراءات المكتوبة والمفروضة والغير المفعلة. المراجع : دليل التتبع الفردي للتلميذ * Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} تخصص علم الإجتماع والأنثروبلوجيا