تلقت سائحة فرنسية خلال زيارتها لمراكش درسا مفيدا تحت عنوان"الرفيق ،قبل الطريق"، حين أجبرت على العودة من فضاء مطار المنارة، أثناء محاولتها ركوب رحلة العودة إلى بلدها الأم، والتوجه صوب مقر الدائرة الأمنية الأولى بالمدينة. طلب حضورها من طرف عناصر الدائرة، كان من أجل الإدلاء بشهادتها، في جريمة سرقة وخيانة أمانة، تعرضت لها إحدى رفيقاتها ذات الأصول الجزائرية والحاملة للجنسية الفرنسية. ضحية السرقة لم تكن سوى الرفيقة الثالثة التي تنحدر من نفس الأصول، والتي وجدت نفسها مجبرة على الإحتماء بأمن مراكش، لاسترجاع أموالها الضائعة. حل الثلاثي بالمدينة الحمراء، قادمين إليها من بلد الأنوار، في إطار رحلة سياحية تهدف إلى اقتناص لحظات استرخاء وسعادة، بعيدا عن زحمة الشارع الفرنسي، وإكراهات العمل الشاقة. شابتان جزائريتان وفرنسية"دوريجين"، حطوا الرحال بمدينة سيدي بلعباس، وانتدبوا فندق مصنف بشارع محمد الخامس بالمنطقة السياحية جيليز، دون أن يدور في خلدهن أن رحلتهن الشيقة ستنتهي بذيول"حزيت"، لتعانقهم فضاء الدائرة الأمنية الأمنية المذكورة. تجاهلت إحدى الجزائرتين الحكمة الشعبية" اسرق للنصارى وليهود، وخلي الجيران شهود"، وقررت ان ترمي مواطنتها بسهام السرقة والإستيلاء على اموالها بدون وجه حق. ظلت تتحين الفرصة المواتية، إلى أن غادرت مواطنتها لقضاء بعض مآربها، وعمدت إلى "تبقشيش" امتعتها والإستيلاء على مبلغ محترم من العملة الصعبة"اليورو"، دون أن تعير كبير اهتمام لتبعات فعلتها. انتبهن الفرنسية لجريمة رفيقتها في حقر زميلتهما الثالثة، وحاولت جاهدة تنيها على ركوب قطار السرقة، ودفعها لإرجاع ما استولت عليه ظلما وتعسفا، حين جاءها الجواب صارما، بضرورة أخذ مسافة من الحدث، وعدم إقحام نفسها في شأن جزائري محظ، لاعلاقة له بقيم الزمالة وحسن الرفقة. تزامن الحدث مع موعد رحلة العودة، جعل الفرنسية" تكلع على رقبتها" وتخبر الضحية بوقوف مواطنتها خلف عملية السرقة، قبل ان تلملم حقائبها وتتوجه إلى مطار المنارة ،ولسان حالها يردد " بيناتكوم الجزائريات". سارعت الضحية بتقديم شكاية في شان ما تعرضت له من سرقة، مع توجيه أصابع الإتهام لرفيقتها ومواطنتها، مع التأكيد على شهادة الفرنسية. تم انتداب بعد العناصر الأمنية للإنتقال للمطار، قصد استقدام الشاهدة الفرنسية، التي أمنت على اقوال المشتكية، قبل أن تعود بسرعة للمطار قبل إقلاع طائرة رحلتها، فيما بقيت الضحية تستجدي سارقتها بمنحها جزءا من المبلغ، لتسديد حاجيتها لكونها قد بقيت"الله كريم" خاوية الوفاض. إصرار المتهمة على عدم توفرها على أي مبلغ لتسديد حاجيات الضحية، جعل الأخيرة تقترح تنازل الأولى عن هاتفها الذكي"ايفون"، لبيعه واعتماد ثمنه في أداء حاجيات رحلتها صوب فرنسا، وقد تحصلت لديها القناعة بأن"اللي دار يدو فالنخالة، تينقبو الدجاج".