خلف إعصار “إيرما” الذي اكتسح منطقة الكاريبي ترافقه رياح عاتية بلغت سرعتها 250 كلم/ساعة الجمعة، دمارا عارما وخسائر بشرية ومادية جسيمة في العديد من جزر الكاريبي وتسبب بمقتل 17 شخصا قبل أن يواصل طريقه إلى كوبا، حيث أعلن المركز الأميركي، السبت، لمراقبة الأعاصير أن قوة الإعصار إيرما اشتدت مجددا إلى الدرجة الخامسة القصوى ليل الجمعة مع بدء الإعصار المدمر باجتياح جزيرة كوبا. وانتشرت الفيديوهات والصور على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر وبشكل واضح آثار الإعصار التدميرية الهائلة. ودخل الإعصار الضخم جزيرة كوبا من منطقة كاماغوي ارتسيبيلاغو، ولم تكن عينه تبعد عن العاصمة هافانا سوى 190 كلم وعن مدينة ميامي الأميركية سوى 480 كلم. وأضاف أن الإعصار المدمر ترافقه رياح عاتية تصل سرعتها إلى 260/ساعة ويتقدم باتجاه الغرب بسرعة 20 كلم/ساعة، في مسار من شأنه أن يزيد الأخطار المحدقة بسببه بولاية فلوريدا الأميركية. وبحسب حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا لأرقام الدفاع المدني الكوبي، غادر قرابة مليون شخص منازلهم في هذه المناطق كإجراء وقائي، سواء للإقامة عند أقارب لهم في مناطق آمنة أو في ملاجئ حكومية. وبلغت سرعة الرياح على الساحل الشرقي لكوبا حوالي 95 كلم/الساعة، لكن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضانات في المناطق الساحلية في هولغين وغوانتنامو. والخميس، أعلنت كوبا إجلاء نحو 10 آلاف سائح معظمهم من الكنديين من منتجعاتها الساحلية ورفعت إنذار الكوارث لأقصى درجاته، استعدادا لوصول الإعصار إيرما. ومن المتوقع أن تتجنب هافانا الأسوأ، إذ تعتبر خارج نطاق الخطر بحسب مسار الإعصار الحالي، لكن تم وضعها في نطاق إنذار الإعصار كإجراء وقائي. ويعتبر إعصار إيرما، الذي يتقدم بسرعة 24 كلم في الساعة، أشد من الإعصار المعروف باسم “لويس” الذي ضرب جزيرة سان مارتان عام 1995، أو حتى “هوغو” الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا في غوادولوب عام 1989، كما أنه أقوى من الإعصار هارفي الذي ضرب تكساس ولويزيانا في الآونة الأخيرة، والذي أدى إلى مقتل 42 شخصا في حصيلة أخيرة.