يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد النظرة الأخيرة على نعش الملكة إليزابيث الثانية في لندن، فيما يستمر للساعات الأربع والعشرين الأخيرة تقاطر المشيعين لوداعها. بعد التحية الوداعية في قاعة وستمنستر في البرلمان البريطاني، من المقرر أن يستقبل الملك تشارز الثالث بايدن والإمبراطور الياباني ناروهيتو وغيرهما من القادة العالميين. ووصل الرئيس الأميركي جو بايدن ليل السبت إلى بريطانيا، وقال إن الملكة الراحلة التي اعتلت العرش لفترة قياسية بلغت 70 عاما، "جسّدت حقبة". وفي تصريح لشبكة "سكاي نيوز أستراليا" قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي المناهض للملكية والذي ألقى السبت النظرة الأخيرة على نعش الملكة، إن إليزابيث الثانية كان "حضورها الدائم يبعث على الاطمئنان". من جهته اعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بعد توقيع سجل العزاء أن الملكة إليزابيث الثانية "عملت طوال حياتها وتحمّلت وزر واجباتها بلباقة لا تضاهى". ويتوافد عشرات قادة الدول إلى بريطانيا التي تنظّم شرطتها أكبر عملياتها الأمنية لمواكبة ترتيبات الجنازة التاريخية للملكة الأطول عهدا في تاريخها. وبدأت الحشود تتجمع في محيط كنيسة وستمنستر حيث ستقام الجنازة الرسمية للملكة والتي من المتوقع أن تشل لندن وأن يتابعها المليارات حول العالم. وقال بيلي باري (59 عاما) وهو من قدامى البحرية الملكية "أردنا حجز موقع جيد لمشاهدة المراسم". وتابع وبجانبه اثنان من رفاقه "ليست تضحية كبيرة النوم في العراء بالنظر لكل ما فعلته الملكة من أجلنا: 70 عاما من العطاء". وستقام الأحد دقيقة صمت في بريطانيا عند الساعة 20,00 (19,00 ت غ) تكريما ل"حياة وإرث" الملكة. وتنتهي الفترة المخصصة للمشيعين الراغبين بوداع الملكة الملفوف نعشها بالعلم البريطاني والمسجّى في قاعة وستمنستر في البرلمان الساعة 6,30 (5,30 ت غ) من صباح الإثنين. وينتظم الراغبون بوداع الملكة في طوابير بطول كيلومترات على ضفاف نهر التايمز مع فترات انتظار تتخطى 13 ساعة. وأعرب شون مايو البالغ 27 عاما والذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلوماتية عن ارتياحه لتمكّنه من الوصول إلى قاعة وستمنستر بعدما انتظر في الطابور 14 ساعة لوداع الملكة. وقال في تصريح لوكالة فرانس برس إن رحيل الملكة أثار العواطف، موضحا "لقد كانت أشبه بجدة للأمة. سنفتقدها جميعا". وأُوقف رجل خرج الجمعة من الطابور وتجاوز مشيّعين ينتظرون دورهم لوداع الملكة، ووجهت إليه تهمة مخالفة النظام العام، وفق ما أعلنت الشرطة ليل السبت. ومع استمرار وداع المشيعين للملكة، شارك الأحفاد الثمانية للملكة وعلى رأسهم الأميران وليام وهاري في وقفة وداعية حول النعش استمرت 12 دقيقة. وهاري الذي شارك في دورتين مع الجيش البريطاني في أفغانستان، ارتدى الزي الرسمي لوحدة الفرسان التي خدم في صفوفها. ويبدو أن مشاركة هاري جاءت بعد عرض مصالحة قدّمه تشارلز لنجله الأصغر بعدما اتّهم وزوجته ميغان العائلة المالكة بالعنصرية. وهاري (38 عاما) لم يعد يضطلع بأي دور ضمن العائلة الملكية وقد جُرّد من ألقابه العسكرية الفخرية. والوقفة الوداعية هي المرة الأخيرة التي يظهر فيها من مناسبة ملكية مرتديا الزي العسكري الرسمي. وكان الملك تشارلز ونجله الأكبر وليام، الوريث الجديد للعرش، قد تفقدا المشيعين المنتظمين في طوابير على ضفاف نهر التايمز، في جولة لمصافحتهم وتوجيه الشكر لهم. ومراسم الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية هي الأولى التي تنظّم في بريطانيا منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل في العام 1965، وستقام الإثنين عند الساعة 11,00 (10,00 ت غ). وفي حين سيحضر قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا واليابان ودول أخرى، لم توجّه أي دعوة لقادة روسياوأفغانستان وبورما وسوريا وكوريا الشمالية. والأسبوع الماضي ندّدت وزارة الخارجية الروسية بسلوك "غير أخلاقي" و"تجديفي" للمملكة المتحدة تجاهها، وذلك بعدما قرّرت لندن عدم توجيه دعوة لروسيا لحضور الجنازة. أما الصين فستشارك في الجنازة، لكن السلطات البرلمانية البريطانية حظرت مشاركة اي من قادتها في إلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة في قاعة وستمنستر. وتم استدعاء أكثر من ألفي شرطي من مختلف أنحاء البلاد لمؤازرة شرطة لندن. بعد الجنازة، سينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، حيث ستدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب. وأشادت كاميلا، عقيلة الملك تشارلز الثالث، بإليزابيث الثانية، وقالت "كانت لديها عينان زرقاوان رائعتان، وعندما تبتسم تُضيئان وجهها بالكامل". وتابعت "كانت جزءا من حياتنا منذ أمد طويل. أبلغ حاليا 75 عاما ولا يسعني ان أتذكر أحدا ذا حضور غير الملكة". وأضافت "لا بُدّ أنّه كان من الصعب جدا بالنسبة إليها أن تكون امرأة منفردة. لم تكن هناك نساءٌ رئيسات وزراء أو رئيسات. كانت هي الوحيدة، لذلك أعتقد أنها لعبت دورها الخاص".