صُدِم مهاجر ومستثمر مغربي بالهوة السحيقة بين الخطابات الملكية وسلوكات الإدارة التي حظيت بانتقادات لاذعة من طرف الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير. ففي الوقت الذي دعا فيه الملك محمد السادس العاملين بالإدارة الى تحسين أدائها وتغيير طريقة التعاطي مع المرتفقين وتسهيل وصول المواطنين إلى خدماتها، لا يزال بعض المسؤولين يغردون خارج السرب وكأن تلك التعليمات لا تعنيهم في شيء. الحقيقة المرّة وقف عليها رجل الأعمال محمد خيدومي المهاجر في اسبانيا، حينما عاد إلى أرض الوطن يوم 15 شتنبر المنصرم، بعد أن بلغ إلى علمه بأن شخصا يمتهن شراء الرياضات القديمة وترميمها وبيعها للأجانب، قد شرع في عملية ترميم وإصلاح منزل اقتناه بجوار منزله “رياض” بدرب الجامع الكائن بحي الملاح بالمدينة العتيقة لمراكش، رغم أن جزء كبير منه محمول فوق الرياض ومنازل بعض الجيران أمام هذا الأمر لم يتردد خيدومي الذي سبق له أن حصل على الوسام الملكي تقديرا له المجهودات التي يبدلها كمستثمر وصاحب مشاريع بإسبانيا، في التوجه إلى قائد الملحقة الإدارية الباهية لإخبار بالأشغال الهدم والبناء التي يباشرها المعني بالأمر بمنزله المحمول فوق ملكه وأملاك الجيران، غير أن القائد أخبره بأنه لذيه رخصة بالبناء ولن يستطيع إيقافه، الشيء الذي جعل المشتكي يخبره بأن الرخصة المذكورة منتهية الصلاحية فما كان عليه إلا أن أجابه بأنهم سيقومون بتجديدها. استغرب رجل الأعمال محمد خيدومي لتبرير القائد لأعمال بناء تتم بدون ترخيص بعدما انتهت صلاحية الرخصة المسلمة لجاره منذ شهور، كما استغرب طريقة حصول المعني بالأمر على التصميم لمنزله المحمول جله على أملاك الغير، فقصد مكتب الباشا هذه المرة آملا في تدخل الأخير لوقف هاته الأشغال غير القانونية سيما وأنها تهدد أرواح مواطنين، غير أنه تلقى نفس الجواب الذي سمعه من فم القائد لم يستسلم خيدومي للأمر الواقع الذي حاول هاذين المسؤولين فرضه عليه فتوجه إلى مكتب والي جهة مراكشآسفي الذي بادر الى إيفاد لجنة مختلطة يوم 28 شتنبر المنصرم إلى المحل الذي تجريه به عملية البناء، والتي أوصت بعد المعاينة بضرورة الإستعانة بمكتب دراسات مختص للوقوف على حجم الأضرار الناجمة عن تلك الأشغال ومدى خطورتها، كما أمرت بوقف الأشغال بسبب انتهاء صلاحية الرخصة لحين تجديد الأخيرة. خيدومي الذي سبق له أن اقتنى ثلاث رياضات بالمدينة الحمراء للإستثمار في القطاع السياحي، قرّر رفع شكاية إلى والي جهة مراكشآسفي عبد الفتاح لبجيوي في شأن ما أسماه بالإهانة والتسويف الذي تعرض له من طرف قائد ملحقة الباهية والباشا مطالبا بإنصافه، ونوّه في المقابل من خلال شكاية مرفرعة للوالي بالتعامل الذي حضي به من طرفه والسرعة التي تم بها التفاعل مع شكايته بشأن الأضرار التي تسببت له فيها أشغال الهدم والترميم التي يقوم بها جاره. ولم يخف المستثمر المغربي في اسبانيا تذمره من السلوكات والممارسات التي تعرّض لها والتي تجعله يفكر جديا في “ترك الجمل بما حمل” وتركيز اهتمامه في مشاريعه الإستثماريه وأعماله بإسبانيا، لولا أنه مسكون بحب هذا الوطن وملكه.