تستضيف العاصمة الإسبانية، مدريد، الثلاثاء، وعلى مدار 3 أيام قمة تاريخية حاسمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث تعقد في خضم أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتتناول قمة الناتو 6 ملفات بارزة بينها "تأكيد وحدة الحلف ودعم أوكرانيا وتنامي خطر الإرهاب بإفريقيا". ويشارك في القمة 40 رئيس دولة وحكومة، على رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن ومن المتوقع أيضا أن يشارك 5 آلاف شخص بينهم صحفيون وخبراء وباحثون، وسط إجراءات أمنية مكثفة. ويأتي اجتماع مدريد في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وفي لحظة محورية للحلف بعد الإخفاقات في أفغانستان والخلاف الداخلي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي هدد بسحب واشنطن من التحالف العسكري. وتستعد العاصمة الإسبانية مدريد بإجراءات أمنية استثنائية لاستضافة القمة، التي يستضيفها مركز مؤتمرات مدريد "IFEMA" وخلال أيام القمة، ستكون مدريد بمثابة قلعة محصنة تغلفها حالة طوارئ، إذ من المقرر أن ينتشر 10 آلاف عنصر شرطة في كل مناطق العاصمة الإسبانية، من المطار إلى محطات القطار وقاعة المؤتمرات والساحات العامة. وكان الآلاف قد استبقوا القمة بالاحتجاجات، حيث هتفوا وهم يحملون أعلام الاتحاد السوفيتي السابق برمزيها المطرقة والمنجل، بشعارات تندد بالتسلح، قائلين إن زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا التي حث عليها الحلف تشكل تهديدا للسلام. 6 ملفات بارزة وحول أبرز الملفات على طاولة الاجتماع، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن "هناك 3 بنود رئيسية هي تأكيد وحدة الحلف وأزمة أوكرانيا عبر تأكيد الدعم والحزم الجديدة من المساعدات وكذلك إنهاء أزمة انضمام فنلنداوالسويد لحلف الناتو عبر إزالة مخاوف تركيا وتوسيع العلاقات معها خاصة بعد ما أبدته في أزمة أوكرانيا". وأضاف رادسيوسيني لموقع "سكاي نيوز عربية": "بالإضافة إلى الأجندة الرئيسية للحلف والتي تشمل زيادة الإنفاق الدفاعي المشترك وسبل تقوية الحلف خاصة في ظل الخلافات الداخلية والعاصفة التي مر بها خلال حقبة دونالد ترامب والتصدي للنفوذ العسكري لروسياوالصين، وكذلك وضع المزيد من القوات في حالة تأهب للدفاع عن دول البلطيق". وأشار إلى أن "الاجتماع سيبحث أيضا تنامي مخاطر الإرهاب في إفريقيا وتصاعد نفوذ تنظيم داعش الإرهابي وخاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل". وأوضح أن قمة مدريد ستبحث أثر حرب أوكراني والواقع الأمني الجديد في أوروبا على نهج الناتو في الردع والدفاع، وكذلك المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف الذي سيشكل إطارا لنشاطه ويحدد شروط عملياته في المستقبل، مؤكدا أن دعوة كل من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا تعكس رسالة أخرى إلى الصين حتى لا تفكر في تكرار سيناريو أوكرانيا في غزو تايوان. سابقة تاريخية وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أنه سيحضر قمة حلف شمال الأطلسي، في سابقة لرئيس حكومة ياباني، فطوكيو ليست عضوا في الناتو ودستورها سلمي، لكنها حليف وثيق للولايات المتحدة ودولة عضو بمجموعة السبع، وتشارك في العقوبات الدولية المفروضة على موسكو، وقد سلّمت معدّات غير هجومية لأوكرانيا. وأضاف أن مشاركته في قمة الناتو ستكون "سابقة لرئيس حكومة ياباني"، مشيرا إلى أنه يعتزم تسليط الضوء في هذه المناسبة على الروابط بين المخاوف الأمنية في أوروبا وآسيا، حيث تثير الطموحات الجيوسياسية للصين، حليفة روسيا، قلق طوكيو بشكل خاص. وتشارك في قمة مدريد كل من السويدوفنلندا، اللتين تتطلعان إلى الانضمام للناتو لكنّ المسألة معرقلة حالياً بسبب رفض تركيا، إضافة إلى الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول، في خطوة غير مسبوقة أيضاً بالنسبة لسيؤول. وتتزامن القمة مع الذكرى ال40 على انضمام إسبانيا للحلف وكانت آخر قمة استضافتها عام 1997، وشهدت قرارات تاريخية حيث تقرر آنذاك توسعة العضوية لتضم بلدان الشرق الأوروبي التي كانت ضمن حلف وارسو. المصدر سكاي نيوز عربية