بالإعلان الاثنين 09 أكتوبر بستوكهولم عن منح جائزة نوبل في الاقتصاد للأمريكي ريتشارد ثالر، يسدل الستار عن موسم جوائز نوبل لسنة 2017. وتم منح جائزة نوبل في الاقتصاد لهذا العالم نظرا “لمساهماته في اقتصاد السلوك”، ولكونه أظهر كيف تؤثر بعض الصفات البشرية مثل حدود العقلانية والتفضيلات الاجتماعية “بشكل منهجي على القرارات الفردية وتوجهات السوق”. وتعد نوبل في الاقتصاد، الجائزة الأخيرة التي يعلن عنها برسم السنة الجارية، بعد أن جرى خلال الأسبوع الماضي الإعلان عن الحاصلين على جوائز نوبل في الطب والفيزياء والكيمياء والآداب، وكذا جائزة نوبل للسلام التي تمنحها النرويج. واستحدثت جائزة نوبل للاقتصاد من قبل البنك المركزي السويدي سنة 1968، من أجل تكريم الإنجازات المتميزة في حقل العلوم الاقتصادية. وقد بدأ العمل في منح هذه الجائزة سنة 1969 بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال300 لتأسيس البنك المركزي السويدي الذي يقدم قيمتها المالية للفائز بها. ولا تعتبر هذه الجائزة، التي يطلق عليها رسميا “جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية”، ضمن لائحة الفئات التي أوصى بها ألفريد نوبل (الطب، الفيزياء، الكيمياء، الآداب والسلام). ومنحت جائزة الاقتصاد لأول مرة لكل من ركنر فرش، ويان تينبرغن، نظرا للعمل الذي تم القيام به لتحليل العملية الاقتصادية وتطوير نماذج اقتصادية ديناميكية. وقد تم منح 48 جائزة في الاقتصاد منذ سنة 1969، وسلمت لما مجموعه 24 فائزا لوحده، وتم تقاسم 18 جائزة بين فائزين، ومنحت ست جوائز مناصفة بين ثلاثة فائزين. ويبلغ متوسط عمر الفائزين بالجائزة 67 عاما. ويعد الأمريكي كينيث أرو أصغر فائز بها، حيث كان يبلغ من العمر 51 عاما حينما تم الإعلان عن فوزه سنة 1972. وقد حاز على الجائزة رفقة البريطاني جون هيكس، نظرا “للمساهمات الرائدة في نظرية التوازن الاقتصادي العام ونظرية الرفاهية”. وأكبر الفائزين بجائزة نوبل للاقتصاد هو الأمريكي، من أصل روسي، ليونيد هورفيتش الذي منحت له الجائزة حينما كان يبلغ من العمر نحو تسعين عاما (سنة 2007)، وقد توفي بعد أشهر قليلة من تلقيه قيمة وميدالية الجائزة. وحصلت امرأة واحدة على هذه الجائزة وهي الأمريكية إلينور أوستروم خلال سنة 2009، وتقاسمتها مع أوليفر وليامسون، تكريما لهما على أفكارهما في تحليل الإدارة الاقتصادية، وعلى الخصوص إدارة المشاركة، واقتصاد البيئة. وتعد الولاياتالمتحدة أكثر دولة حصولا على الجائزة بنسبة 88 في المائة من عدد الحاصلين عليها. ومن المنتظر أن يتم تقديم شهادات وميداليات أصناف الجائزة في 10 دجنبر المقبل بالعاصمة السويدية ستوكهولم، باستثناء جائزة السلام في أوسلوالنرويجية، باعتباره التاريخ الذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل (1833-1896). وتتضمن الجائزة ميدالية وشهادة تذكارية وجائزة مالية تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليون دولار. يذكر أنه تم منح جائزة نوبل للاقتصاد برسم سنة 2016 للبريطاني أوليفر هارت، والفنلندي وبنجيت هولمستروم، لكون عملهما “يرسي أساسا فكريا لتصميم سياسات ومؤسسات في مجالات عديدة من تشريعات الإفلاس حتى الدساتير السياسية”.