وضعت الغرفة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، حدا للملف عدد 76/13، الذي وقعت فصوله منذ سنتين تقريبا، بإدانة المتهم والحكم عليه بالمؤبد، بعد متابعته بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد طبقا للفصول 392 و393 و394 من القانون الجنائي. وتعود وقائع هذه النازلة إلى نهاية ماي 2013، حين توصلت مصالح الدرك الملكي بخبر من شقيق الضحيتين، وهو شرطي بسيدي بنور، يفيد تعرض شقيقتيه إلى الاعتداء بالسلاح الأبيض. وبعد انتقال عناصر المركز القضائي للدرك الملكي، إلى دوار المساخنة التابع لأولاد الطالب بجماعة العطاطرة الواقع بتراب قيادة بوحمام بإقليم سيدي بنور، وجدت الضحيتين جثتين هامدتين مضرجتين في دمائهما، وعلمت من بعض الحاضرين من سكان الدوار، أن المتهم لاذ بالفرار بعد ارتكابه لجريمته. وقامت العناصر الدركية بمساعدة الشرطة العلمية والسلطات المحلية وعدد من سكان الدوار نفسه بتمشيط المنطقة، وعثرت على المتهم معلقا بعمود كهربائي، وهدد بالانتحار في حال الاقتراب منه. وتمكنت العناصر الدركية من إقناعه بالنزول وتقديم نفسه لتخفيف الحكم عليه. ووضع الموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث معه. واستمعت الضابطة القضائية إلى شقيقه، فصرح أنه كان ببيته وسمع لغطا كثيرا، وعند خروجه، وجد سكان الدوار متحلقين حول جثتي الهالكتين. وعلم منهم أن أخاه كان وراء الاعتداء عليهما بالسكين وأنه فر هاربا في اتجاه مجهول. كما تم الاستماع إلى زوجة المتهم، فأكدت أنها كانت ببيت والدها وعلمت من بعض جيرانها أن زوجها قتل خالتيها. وأثناء تعميق البحث مع المتهم، اعترف بقتله الهالكتين، لأنهما السبب في وقوع مشاكل بينه وبين زوجته، وأنهما كانتا تحرضانها على خيانته مع ابن أختهما الأخرى وأنهما كانتا تمارسان السحر والشعوذة. وأضاف أنه قرر تصفيتهما للانتقام منهما، إذ اشترى السكين أداة الجريمة من السوق قبل أسبوع من وقوع الجريمة ويوم الحادث، ظل ينتظر عودتهما إلى الدوار. ولما شاهدهما قادمتين، ترصد لهما واقترب من الأولى وحاول إيجاد حل لمشكله مع زوجته، لكن دون جدوى، فأجهز عليها بطعنهما قرب قلبها. ولما هبت أختها لنجدتها، وجه لها ضربة قاتلة وتركهما مضرجتين في دمائهما ولاذ بالفرار. وأفاد للمحققين أن صهره كان حاضرا لواقعة الاعتداء، لكنه لاذ بالفرار. وواصل المتهم اعترافه مؤكدا أنه لو التقى زوجته لقتلها هي الأخرى، مبرزا أنه كان في كامل وعيه عندما قرر الانتقام من الضحيتين، لأنهما كانتا تتستران على خيانة زوجته له مع ابن خالتها الذي كان يتابع دراسته بالرباط. وقبل إغلاق الملف وإحالته على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، عبر عن ندمه لما قام به في حق الهالكتين، وعزا ذلك إلى المشاكل التي كان يعيشها بسببهما.