الروح الرياضية كانت عنوان الديربي المغاربي، الذي جمع، مساء السبت، بين المنتخبين المغربي والجزائري خلال مباراة ربع نهائي بطولة كأس العرب في قطر. وجاءت القمة المغاربية في ظروف حساسة، بعد قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وما تلاه من توترات سياسية، إلا أن من شاهد مباراة السبت سيتأكد بالملموس أن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة. وأظهر اللقاء المستوى الراقي للشعبين المغربي والجزائري، كما أكد مرة أخرى على الروابط القوية بينهما. فعلى أرضية ملعب الثمامة، كان لاعبو المنتخبين يتصافحون فيما بينهم ويتعانقون بعد كل خطأ يعلنه الحكم، كما لم تشهد المواجهة أي تدخلات قوية أو انفلاتات أخلاقية. وقال متابعون إن لاعبي الجزائر والمغرب كانوا على درجة وعي كبيرة بأهمية مرور المباراة في أجواء رياضية بعيدا عن المشاحنات والمهاترات، التي قد تخرجها عن نسقها الطبيعي. وفي المدرجات، سار مشجعو المنتخبين على منوال اللاعبين، وأبرزوا الأخوة التي تجمعهم. وأظهرت مجموعة من الصور الجماهير المغربية والجزائرية جنبا إلى جنب في ملعب الثمامة، مشددين على أن العلاقة بينهم لن تكون أبدا محكومة بالعداء. وأشاد ناشطون على المواقع الاجتماعية بالروح الرياضية العالية التي طبعت أجواء المباراة، والتي فاقت التوقعات. وقال أحد المعلقين على تويتر: "الجزائر والمغرب تنافس جميل طغت عليه الروح الرياضية". وذكر آخر: "مقابلة جسدت الروح الرياضية بين البلدين.. هنيئا لتأهل الجزائر وحظ موفق للمغرب". يشار إلى أن الجزائر تأهلت لنصف نهائي كأس العرب، بعد فوزها على المغرب بالضربات الترجيحية.