في أول تجمع من نوعه منذ ظهور جائحة فيروس كورونا، تجمع مريدو وأتباع "الطريقة الصوفية الكركرية" في قرية مغربية بالقرب من مدينة الناظور شمالي البلاد للاحتفال بذكرى المولد النبوي . التقى مئات من أتباع الطريقة من فرنسا، وتونس، وساحل العاج ودول أخرى في الاحتفال بهذه المناسبة، التي استمرت أسبوعا. تتبع "الطريقة الكركرية" شكلا صوفيا من الإسلام، ويتميزون بلباس فريد يشمل رداء متواضعا ملونا. أحاط المريدون بقائدهم ومؤسس الطريقة، الشيخ محمد فوزي الكركري، حيث قبلوا يديه، وبايعوه وهم يهتفون، ويرددون تلاوات. وشكل المريديون حلقات في وقت لاحق، وتمايلوا ورقصوا بحماس. كان المغرب حظر التجمعات الدينية الكبيرة منذ مارس 2020 حتى يوليو 2021. وأغلقت السلطات المساجد، إلى جانب آلاف الأضرحة الصوفية لفترات متفرقة. والصوفية مصطلح فضفاض يضم مئات الحركات المنتشرة في جميع أنحاء العالم. هناك مئات الطرق الصوفية في المغرب، وتشجع المملكة وتدعم وجودها باعتبارها جماعات دينية معتدلة، فضلا عن رغبة الرباط في الحفاظ على القوة الناعمة للطرق الصوفية عبر غرب وشمال إفريقيا. وانتقدت وسائل الإعلام الجزائرية وبعض الشخصيات الدينية الطريقة الكركرية عام 2017، لاعتقادهم أن النظام الذي أسسه المغرب بحقهم ينتهك الجزائر ويعد "غزوا دينيا". مع ذلك، لا يزال أتباع الطريقة في الجزائر قادرين على السفر إلى المغرب هذا العام، رغم تدهور العلاقات بين البلدين، حيث قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع جارتها. يقول خالد الجدوي، تونسي وأحد أتباع الطريقة يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد، "الانضمام إلى الطريقة أفضل قرار في حياتي، أثر ذلك بشكل إيجابي على الجوانب الاجتماعية والعملية في حياتي." وصف عماد علي سعيد، باحث يمني، مدى فخره لكونه أحد تلاميذ الشيخ الكركري، مشيرا إلى أنه علم بالطريقة خلال بحثه عن الطوائف الصوفية في المغرب. وأضاف "تفوق علم الشيخ الكركري أقنعني بالانضمام لطريقته". أما محمد الشيباني، وهو رجل أعمال من موريتانيا، فقال إنه انضم للطريقة بعد بحث استمر 30 عاما عن قائد ملهم عبر غرب وشمال إفريقيا، وأعرب عن سعادته بالتجمع مرة أخرى مع زملائه لأول مرة منذ ظهور الجائحة. المصدر: أسوشيتد برس