رغم عدم إحياء الزاوية الكركرية بمقرّها الأمّ في إقليمالناظور ليلة عيد المولد النبوي، وما يرافقها من ليال، بسبب ظروف الجائحة وحالة الطوارئ الصحية المستمرّة بالبلاد، إلّا أنّ بعض فروعها خارج المملكة استمرّت في أنشطتها الروحية. واحتفى مريدو الزاوية بمدغشقر بمديح وسماع، وتأدية للأصل الثالث من أصول الطريقة الكركرية الذي هو "العمارة الصوفية"، مع رفع الدعاء ل"ملك المغرب أمير المؤمنين محمد السادس، الذي أظهر الله في زمانه ومن خير بلاده وأمنها هذا الأفق الإشعاعي للتربية الدينية، الذي تجلّى في قرية مدينة توليار على يد شيخ الطريقة الكركرية ومربيها سيدنا محمد فوزي الكركري"، وفق ما علِمَته هسبريس. كما افتتح مريدو الزاوية الكركرية، في متمّ شهر أكتوبر، أوّل مدرسة قرآنية بقرية بيتاريتاريكا في مدينة توليار، باسم الطريقة الكركرية، وسمَّوْها "مدرسة المحجّة البيضاء" لتعليم القرآن، ونشر معارفه، وتضم فصلين مستوعبين لأكثر من مائة متعلّم. وأحيت الزاوية الكركرية بجمهورية موريتانيا، أيضا، حفلا حضره فقهاء، وشعراء، وقراء، ومادِحون، وأعيان من العديد مِن أنحاء البلاد، وفق ما يظهره شريط للمناسبة، رغم تأثير انتشار الجائحة على حضور كثير من المريدين. ووفق ما علمته هسبريس فقد تخلّلَت هذا الحفل عدة دروس حول أثر الشيخ فوزي الكركري في حياة مريديه بموريتانيا، ودروس حول التصوف، وحول الطريقة الكركرية باللغتين الحسانية والفرنسية، حاضر فيها فقهاء، وباحثون، وشعراء، مع أنشطة للسماع والمديح؛ تتغنّى بشمائِل الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتقول الزاوية الكركرية إنّ فرعها بموريتانيا استطاع أن يجد مكانا له ك"زاوية رسمية في بلاد موريتانيا الشقيقة؛ بلد العلم والعلماء والشعراء، بفضل المنهج التربوي الذي يبثه شيخها في أتباعه، بكنه مذهب الحب والسلام والرحمة المنبثقة من مشكاة النبوة". كما ترى الزاوية في استمرار الاحتفالات والليالي، خاصة ليلة المولد النبوي، دليلا على أنّ همّة شيخها "مازالت تسري في الآفاق، وتختار القلوب أوعية للنور الرباني"، وهو ما يظهر في "انتشار فروع طريقته في جميع أنحاء العالم".