منذ أكثر من أسبوع وعمال شركة المناولة "تيكترا" يعتصمون داخل معمل إسمنت المغرب، في حين تعتصم عائلاتهم وأبناؤهم خارج المعمل. وترجع أسباب اعتصام حوالي 150 عاملا، بالرغم من البرد القارس الذي ينهش أجسادهم، حسب بلاغ للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، توصلت "المساء" بنسخة منه، إلى "التضييق الذي تمارسه الشركة على الحرية النقابية، وعدم تنفيذ وعود بإرجاع أحد العمال المطرودين، وتمكينه من أجره الشهري، وللمطالبة بتمتيع العمال بكافة حقوقهم التي تضمنتها المادة 9 من مدونة الشغل"، إضافة إلى المطالبة ب"العطلة السنوية، كما جاءت بالمدونة تحت المواد التالية 231 و238 و249 و250 و265، واحتساب الأقدمية، حسب مدة العمل بالمصنع مع إدماج العمال على غرار حالات سابقة". ويتهم بيان الفرع المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الشركة بنهج أسلوب "التهميش تجاه العمال، والتماطل، والتملص، والتهرب، والتحايل على القانون"، وكذا "تعنت الإدارة، وعدم استجابتها لمطالب الشغيلة"، التي كانت سببا في جعل "إسمنت المغرب" في "الريادة على المستوى الوطني". واستنكر العبدوني عمر، أحد العمال المعتصمين في اتصال مع "المساء"، منعه من طرف إدارة معمل إسمنت المغرب من "العودة إلى داخل المعمل، بعدما خرج لاقتناء بعض المواد الغذائية لزملائه، الذين يعانون من التجويع بالمعتصم". وأوضح العبدوني أن بعض العمال أغمي عليهم، وأن زميله في العمل الحاج خليفة الغليمي، منعته الإدارة من مغادرة المعتصم لأجل الالتحاق بزوجته ليلة الجمعة الماضية لأخذها إلى المستشفى، كي تضع مولودها، بعد ما فاجأها المخاض، مشيرا إلى أنه لم يسمح له، إلا بعد 16 ساعة من التماطل، الأمر الذي أخر نقلها للمستشفى الجهوي محمد الخامس أسفي وتسبب في وفاة جنينها. مسؤول نقابي قال إن عدة حوارات جمعت ممثلي العمال مع مسؤولين بمعمل الإسمنت وبالشركة، توجت بمحضر وقعه الثلاثة في 16 شتنبر 2013، لكن الشركة "امتنعت عن تنفيذ بنوده"، مشيرا إلى أنهم راسلوا وزير التشغيل، وولاية أسفي، والإدارة العامة للإسمنت، ومسؤولين بالداخلية، والمدير الجهوي للشغل، ولم يتدخل أي أحد لحل المشكل. تجدر الإشارة إلى أن أغلب عمال شركة "تيكترا" للمناولة من أبناء القرى المجاورة لمعمل إسمنت المغرب، الذين اشترت الشركة الأراضي من آبائهم، الأمر الذي خلق احتقانا بالمنطقة، وجعل عائلات العمال تنفذ اعتصاما موازيا، وعطل المدرسة، بعد أن التحق أكثر التلاميذ بالاحتجاج للدفاع عن حقوق آبائهم. وتتحدث مصادر عن أن نفس العمال اشتغلوا بجميع شركات المناولة، التي تناوبت على العمل بمعمل الإسمنت منذ نشأته بداية تسعينيات القرن الماضي، وعملوا بشركة "تيكترا" منذ 2001، حين عوضت شركة أخرى رست عليها صفقة المناولة.