حالة استنفار في معاهد التمريض بمختلف المدن الكبرى بالمغرب، ل"تنفيذ" تعليمات كتابية لوزارة الصحة تدعو إلى إخراج الطلبة من قاعات ومدرجات الدروس النظرية إلى مراكز التلقيح للإنخراط في إنجاح مشروع تعميم اللقاح على جميع الفئات المستهدفة. وتوجهت الأطر الإدارية، يوم أمس الخميس، إلى طلبة هذه المعاهد لحثهم على الانخراط في هذه العملية، لأنها تندرج في سياق عمل وطني لمواجهة الجائحة وضع الأطر الطبية والتمريضية ضمن الصفوف الأمامية. كما أنها ستمكن هؤلاء الطلبة من اكتساب مهارات في العمل الميداني ستساعدهم، مستقبلا، في إنضاج تجربتهم في التعامل مع المرضى، وعمليات التلقيح بيسر. وحرصت هذه الأطر الإدارية، تروي المصادر ل"كش24″ على أن تشكر للطلبة سعيهم وأن تشيد بالتزامهم من أجل إنجاح هذه العملية، حتى قبل أن ينطلقوا موزعين إلى مجموعات في اتجاه مراكز التلقيح، خاصة تلك التي تستقبل أفواجا كبيرة من المواطنين، في ظل إعلان وزارة الصحة على أنها فتحت المجال لغير الملقحين، دون الحصول على الموعد القبلي، ودون اعتبار لضرورة الحضور لمراكز تلقيح قريبة من مقر سكنى المعنيين بتلقي الجرعة. وفتحت وزارة الصحة مراكز جديدة في مجموعة من الشواطئ والساحات العمومية والمركبات الرياضية في مدن تعتبر وجهات سياحية، بغرض الحد من انتشار الجائحة. لكن فعاليات تمريضية دعت إلى اتخاذ ما يلزم من احتياطات في إخراج طلبة المعاهد للانخراط في الحملة، موردة بأن هؤلاء الطلبة يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم لكي يتعلموا ويتمرنوا حفاظا على صحتهم، وعلى صحة المواطنين، وتجنبا لتداعيات سوء أخذ الجرعات. الفعاليات ذاتها، ذكرت بأن إدارات معاهد التمريض، علاوة على هذه الاحتياطات الضرورية، مطالبة بأن تحتسب هذا الانخراط في الدروس الميدانية للطلبة، وأن تقر مصالح الوزارة تعويضات لفائدة هؤلاء الطلبة الذين يعانون من هزالة المنحة. وتقول هذه الفعاليات إنها ترديد عبارات "شكر الله سعيكم" في وجه الطلبة، مهمة للتحفيز المعنوي، لكنها لا تكفي، بل تحتاج إلى تحفيز مادي هم في حاجة ماسة إليه. وكان وزير الصحة، خالد أيت الطالب، قد وجه مراسلة إلى مدراء المعاهد العليا للعلوم التمريضية وتقنيات الصحة ومدراء معاهد التكوين المهني في الميدان الصحي، يوم الأربعاء الماضي، 28 يوليوز الجاري، حول مشاركة طلبة هذه المعاهد في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا. وقال الوزير إن هذه المشاركة ستمكن من تسيع وتيرة عملية التلقيح، في أفق الوصول إلى المناعة الجماعية، ودعا إلى ضرورة أن يستفيدوا من اللقاح قبل بدء المشاركة في هذه العملية. كما أكد بأنه يمكن أن تحتسب هذه المشاركة ضمن وحدات التكوين الخاصة بهم، لا سيما فيما يتعلق بالتداريب الميدانية.