كشف الدكتور محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض مراكش في تصريح خاص ل "كش24″، عن قراءته لاستدعاء المملكة المغربية لسفيرة جلالة الملك ببرلين للتشاور، وفق ما اعلنت عنه وزارة الخارجية زوال يومه الخميس. وقال الدكتور محمد الغالي، ان استدعاء السفيرة المغربية في برلين من أجل التشاور يشكل مؤشرا دالا على استمرار التوتر في العلاقات بين المملكة المغربية ودولة ألمانيا، على اعتبار أن مواقف ألمانيا التي كانت سببا في توقيف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لم تعرف اعلان أي توجه جديد يسير في اتجاه مراجعة ألمانيا لأسلوب العلاقات السلبية التي طبعت سلوكياتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض مراكش، أن ألمانيا ورغم اعلانها بأنها حريصة على علاقات طيبة وبناءة مع المملكة المغربية، فإنها لازالت بعد لم تعلن موقفا متوازنا من مسألة الاعتراف الرئاسي الأمريكي بمغربية الصحراء، حيث الموقف الرسمي المسجل حتى الآن، لازال يعتبر هذا القرار مخالفا للشرعية الدولية، وهو ما يعتبر سلوكا عدائيا تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية. كما أن الدبلوماسية الألمانية وفق رأي الدكتور الغالي، لازالت تعادي الحضور المغربي في جهود تسوية الأزمة الليبية، حيث لازال الموقف الألماني سلبيا وغير معترف بالجهود المغربية في ملف حلحلة الأزمة الليبية، وهو موقف تكرس منذ استبعاد ألمانيا للمملكة المغربية من مؤتمر برلين حول ليبيا والمنعقد في 19 يناير 2020. وعليه يشكل هذا الاستدعاء حسب الدكتور محمد الغالي، تأكيدا على جدية الموقف المغربي وثباته، والذي لن يتساهل أو يتراخى متى كان الموقف مرتبطا بمصالحه القومية والاستراتيجية وخاصة قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. ويشار أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أعلنت أن المملكة المغربية قررت استدعاء سفيرة جلالة الملك ببرلين للتشاور، بعد أن راكمت جمهورية ألمانيا الاتحادية " المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة " . وأوضح بلاغ، في هذا الصدد، أن ألمانيا " سجلت موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن " وبالمثل، تشارك سلطات هذا البلد في مقاضاة أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية ". وبالإضافة إلى ذلك، سجل البلاغ، أن هناك محاربة مستمرة، ولا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين، وتأسيسا على ما سبق، وبسبب هذا العداء المستمر وغير المقبول، خلص البلا إلى أن المملكة المغربية، قررت استدعاء سفيرة صاحب الجلالة، لدى برلين للتشاور.