تم، في إطار النسخة السادسة من أسبوع الماء والطاقة، التي ينظمها المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، يوم 24 و25 مارس الجاري، تقديم مقاولة ناشئة بمنظومة إيكولوجية لمعالجة وإعادة استخدام المياه العادمة تتلاءم مع المناطق القروية. وتطمح هذه المقاولة الناشئة، التي تحمل اسم "غرين واتيش"، إلى تمكين الساكنة القروية من الولوج إلى خدمة التطهير السائل باستخدام حلول جديدة مبتكرة لمعالجة وإعادة استخدام المياه العادمة المنزلية. وحسب ريشارد موغاني، المدير التقني بهذه المقاولة، فإن الحل الذي تقدمه هذه المقاولة الناشئة يستجيب لآفاق المملكة في مجال حماية البيئة وتحسين جودة حياة الساكنة القروية والولوج إلى خدمات التزود بالماء والتطهير بشكل مستدام. وتتمثل تقنية "الرشح المتداخل"، الموجهة إلى معالجة المياه العادمة على مستوى الجماعات القروية، إلى جمع المياه العادمة المنزلية وتصفيتها ومعالجتها إلى حين الحصول على مياه ذات جودة يمكن إعادة استخدامها بكل أمان في السقي. وأوضح ريشارد موغاني أن تطبيق هذه التقنية يتيح حلا إيكولوجيا ومستداما واقتصاديا، بسبب كلفتها المنخفضة في الاستثمار والصيانة. وأشار إلى أن التقنيات القائمة لمعالجة وإعادة استخدام المياه العادمة تكون مكلفة، ولا تتلاءم مع المناطق القروية وتتطلب مستخدمين مؤهلين لتشغيلها. وتمكن هذه التقنية، التي طورتها هذه المقاولة، من تحسين جودة حياة الساكنة القروية وخلق فرص للشغل وتقليص الهشاشة والهجرة القسرية للساكنة بالمناطق القروية. كما ستمكن من تقليص آثار المياه العادمة (أمراض الماء)، وحماية الموارد المائية (المياه الجوفية والمياه السطحية)، وتقليص اللجوء إلى المياه العذبة للري، واقتصاد الماء، وتطوير القطاع الفلاحي عبر إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في السقي وتحسين الأمن الغذائي في نهاية المطاف. يذكر أن هذه المقاولة الناشئة فازت بعدد من الجوائز، كما حظيت باعتراف على الصعيد الوطني والدولي. وقد نظم المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، يومي 24 و25 مارس الجاري، النسخة السادسة من أسبوع الماء والطاقة، وذلك تحت شعار "تثمين الماء والطاقة عبر تطبيق حلول مستدامة". وشكلت هذه التظاهرة مناسبة للخبراء وصناع القرار ومسيري المقاولات والمجتمع المدني والطلبة، للاطلاع على الحلول المبتكرة في مجال التكنولوجيا الإيكولوجية من أجل معالجة المياه العادمة واستخدام المعدات الإيكولوجية في النجاعة الطاقية. وتناول هذا اللقاء الافتراضي مواضيع ذات صلة بمعالجة السموم في المياه، وتحلية المياه عن طريق الطاقة الشمسية وآفاقها، واستغلال المياه العادمة لإنتاج الطحالب، والتكنولوجيات الجديدة للضخ الشمسي. وتطرق المشاركون خلال اليوم الثاني من هذه التظاهرة، إلى مواضيع تتعلق بالمعلومة في مجال التكنولوجيات الإيكولوجية لمعالجة المياه العادمة والمعدات المتبكرة المستعملة في النجاعة الطاقية لفائدة المجتمع المدني بالعالم القروي.