جرت مراقبة ثنائية بين غواصة روسية والبحرية الأمريكية والمغربية غرب مضيق جبل طارق إبان المناورات العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة والتي كانت متخصصة في مراقبة الغواصات. ونشرت جريدة "برتغال ريسدينت" الصادرة باللغة الإنكليزية وكذلك "كوريو دي لمنهانا" بالبرتغالية نهاية الأسبوع الماضي خبر مرور الغواصة الروسية الشهيرة "الثقب الأسود" بالقرب من الشواطئ البرتغالية في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط. وراقبت البحرية البرتغالية الغواصة الروسية كما راقبتها من قبل الإسبانية والفرنسية والبريطانية والألمانية ودول أوروبية أخرى مرت بالقرب من شواطئها. وكان رفقة الغواصة وعن بعد سفينة الإنقاذ الروسية نيكولاي مورو. ويتعلق الأمر بطريق بحري اعتادت السفن الحربية الروسية الإبحار عبره من بحر الشمال نحو مضيق جبل طارق ثم الخليج العربي. ورفعت البحرية الحربية الروسية من إيقاع سفنها وغواصاتها، ومنها ما حدث خلال يناير الماضي عندما أجرت غواصة مناورات على بعد كيلومترات معدودة من الساحل الفرنسي في بحر الماش، بالقرب من منطقة "با دو كالي". ويبدو أن الغواصة الروسية برمجت مرورها بمنطقة مضيق جبل طارق بالتزامن مع المناورات العسكرية المغربية-الأمريكية، بل وبقيت جنوب غرب مضيق جبل طارق مدة أكبر من المعتاد. وعمليا، تم تصنيف وجود غواصة روسية مثل "الثقب الأسود" في منطقة قريبة نسبيا من مسرح المناورات العسكرية التي جرت جنوب هذا البلد المغاربي وشمال جزر الكناري- استفزازا لأنه يدخل في إطار التجسس والمراقبة المكشوفة. وبالتالي كانت هناك مراقبة من طرف روسيا للمناورات مثل اعتراض الاتصالات، ومراقبة متعددة إسبانية وبرتغالية ومغربية وأمريكية للغواصة الروسية، وستتولى لاحقا مراقبتها البحرية الفرنسية والإيطالية واليونانية حتى وصولها إلى شواطئ سوريا. ويكمن كذلك طابع الاستفزاز في كون المناورات كانت حول تعقب الغواصات، وإذا بغواصة روسية تحضر بالقرب من المكان، وهي من الغواصات التي يصعب تعقبها بسبب تقنيات التخفي في البحر، وإن كانت هذه المرة تطفو إلى السطح. واحتضن جنوب المغرب مناورات عسكرية الأسبوع الماضي بين البحرية الأمريكية وسلاح الجو والبحر المغربي. وشاركت في المناورات حاملة الطائرات دوايت إيزنهاور رفقة السفن والغواصات التي ترافق عادة حاملات الطائرات، وركزت على التنسيق بين البلدين وتعقب الغواصات. وارتفع نشاط البحرية الروسية في منطقة مضيق جبل طارق والساحل الأطلسي الأوروبي خلال السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة الحضور العسكري الروسي في شرق المتوسط بسبب الأزمة السورية. وفي الوقت ذاته، بسبب احتضان قاعدة روتا الإسبانية-الأمريكية نظام الدرع الصاروخي الذي يفترض اعتراض الصواريخ الروسية والصينية ضد الغرب.