المغرب يسعى جاهدا إلى تدارك النقص الواضح الذي تعاني منه القوات البحرية على مستوى أسطول الغواصاتللدفاع عن نفسه وتأمين السواحل المتوسطية والأطلسية، في ظل تزايد التحديات الأمنية وتهديدات الجماعاتالإرهابية والشبكات الدولية المتخصصة في تهريب المخدرات الصلبة والأسلحة والبشر، فضلا عن تزايد التوتراتالمعلنة وغير المعلنة بين الدول العظمى قبالة السواحل المغربية، لاسيما في مضيق جبل طارق، كما حدث مؤخرا عندماقامت حكومة جبل طارق التابعة للمملكة المتحدة، باعتراض سبيل سفينة نفطية إيرانية تحمل العلم البنمي في مياهجبل طارق. أمام هذه المتغيرات الدولية والإقليمية، التجأ المغرب إلى الخبرة والمدرسة البرتغاليتين، لدعْمِهِ على التدرب وصيانةأسطوله المستقبلي من الغواصات الذي أصبح تحققه مسألة وقت ومفاوضات مع بعض الدول الرائدة في الصناعاتالحربية. في هذا الإطار، كشف موقع “ديفينسا“، المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية والقريب من المخابراتالعسكرية الإسبانية، أن الجيش البرتغالي أكد لنظيره المغربي استعداده لدعمه على التمرن والتدرب وصيانة أسطولهالمستقبلي من الغواصات. وشرح المصدر ذاته أنه “بعد اللقاء الذي جمع في البرتغال يوم 12 يوليوز الجاري، وزيرالدفاع البرتغالي جواو جوميز كرافينو، والمغربي عبد اللطيف لودي، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول مكلفاً بإدارةالدفاع الوطني؛ أصدرت وزارة الدفاع البرتغالية بلاغا تعرب فيه عن رغبتها في دعم المغرب، البلد الذي يسعىللحصول على أول أسطول له من الغواصات، على تطوير قدراته في هذا المجال الحربي في أعالي البحار، ووضعرهن إشارته تجربتها في مجال إصلاح الغواصات“. وأوضح المصدر ذاته أن المغرب “مهتم كثيرا بتطوير قدراته البحرية على مستوى أسطول الغواصات، من خلال شراءبعض الوحدات، لهذا يحتاج إلى معرفة كيف تشتغل أساطيل غواصات الجيران والأصدقاء، علما أن الغواصاتالمستقبلية التي سيعزز بها المغرب أسطوله ستتحرك في نفس المناطق التي تتحرك فيها غواصات الجيرانوالأصدقاء، أي غرب البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق والبحر الأطلسي“. الحديث عن الجيران والأصدقاء في هذا السياق، يراد منه التأكيد على أن المغرب يراقب بتوجس توفر الجيشالجزائري على أسطول من الغواصات، على أن الجارة/الخصم إسبانيا تتوفر عليها، فيما يبقى البرتغال ذلك البلدالذي يتوفر عليها، والذي يعتبرا صديقا وحليفا للمغرب. وكشف المصدر ذاته أن الخيار الرئيس للمغرب لتعزيز ترسانته الحربية بأول أسطول في تاريخه من الغواصات، هوالسوق الألمانية، من خلال الاهتمام بالغواصة “تايب 2014″، من تصميم وإنتاج Howaldtswerke-Deutsche Werft HDW الألمانية لبناء السفن والمملوكة لشركة تيسين كروب للخدمات البحريةThyssen Krupp Marine Services TKMS . وبالضبط يهتم المغرب بهذه الغواصة، نظرا إلى استيفائها كل الشروطالتي يضعها المغرب، بما في ذلك نظام متكامل للدفع الهوائي المستقل (AIP). هذه الغواصة أثارت، أيضا، اهتمامدول مثل تركياوالبرتغال واليونان وكوريا الجنوبية، كلها وقعت مع الشركة الألمانية اتفاق شرائها. ووفق الموسوعة الحرة، ويكيبيديا، يبلغ طولها 65 مترا ووزنها 1690 طنا ومزودة بمحركين ديزل وخلية توليد طاقةAIP مما يعطيها مدى جبار يبلغ 19000 كم، ومزودة بثمان أنابيب طورييد عيار 533 مم منهم 4 قادرين علىإطلاق صواريخ الهاربون. ورغم أنها أكبر وأحدث وأكثر قدرة على البقاء في الماء، إلا أنها تفتقد لتكنولوجيا الصمتالمغناطيسي. ومما قد يشجع المغرب على شراء هذه الغواصة، هناك تدرب أطر عسكرية مغربية في إيطاليا على نفس الغواصة، كماأن أطر مغربية سبقت وقامت بمهمة استطلاعية إلى نفس الغواصة (“تايب 2014″) في اليونان. وذكر المصدر عينهأن المغرب يحاول منذ 2016 تعزيز أسطوله البحري بالغواصات، حيث سبق وأبدى رغبته في شراء الغواصة الروسية” Amur-1650″، لكن رفض الروس الشروط التي وضعها المغرب حال دون ذلك.