قالت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين 06 نونبر، إنه يتوقع أن يتحول 2017 إلى واحد من بين ثلاثة أعوام هي الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة، ليحطم الأرقام القياسية لظواهر الطقس المتطرفة. وأوضحت المنظمة، في تقرير صادر بعنوان (حالة المناخ)، أن هذا العام قد شهد عددا كبيرا من الأعاصير والفيضانات الكارثية وموجات حرارة مفرطة وحالات جفاف، مشيرا إلى تواصل ارتفاع المؤشرات طويلة الأمد الخاصة بتغير المناخ مثل تزايد تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون في طبقات الجو وارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة نسبة الحموضة في المحيطات بمعدلات غير مسبوقة مقارنة بالأعوام السابقة.
ولاحظ التقرير أن سمك الغطاء الجليدي في المنطقة القطبية الشمالية أصبح دون المتوسط وبقي نطاق الغطاء الجليدي في المنطقة القطبية الجنوبية الذي كان مستقرا فيما سبق عند أدنى مستوى له أو قريبا منه.
كما أبرز أن المتوسط العالمي لدرجات الحرارة أثناء شهري يناير وشتنبر من 2017 قد تجاوز بمقدار 1ر1 درجة مئوية تقريبا مستواه في ما قبل العصر الصناعي (عام 1785)، مضيفا أن ظاهرة (نينيو) القوية جعلت الفترة ما بين عامي 2013 و2017 شديدة الحرارة بصورة غير مسبوقة من قبل.
وشدد الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، في هذا التقرير، على "أن هذه الارتفاعات القياسية ليست إلا جزءا من اتجاه احتراري طويل الأمد حيث شهد العالم طقسا استثنائيا تخللته درجات حرارة بلغت 50 درجة مئوية في آسيا وعدد قياسي من الأعاصير في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي وصلت إلى ايرلندا وفيضانات موسمية مدمرة تضرر منها ملايين البشر وجفاف قاس في شرق أفريقيا"، مشيرا إلى أن "الكثير من هذه الظواهر تشير إلى تغير المناخ بفعل زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من أنشطة بشرية".
ولفت التقرير إلى أن الظواهر المناخية المتطرفة تضر بالأمن الغذائي لملايين الناس، لاسيما أشدهم هشاشة، حيث توصلت عملية مراجعة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة إلى أن المحاصيل وتربية المواشي ومصايد الأسماك والزراعة المائية والغابات تمثل في البلدان النامية 26 بالمئة من جميع الأضرار والخسائر المرتبطة بالعواصف والفيضانات وحالات الجفاف متوسطة النطاق إلى كبيرة النطاق.
كما دعا التقرير إلى الأخذ بعين الاعتبار ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية بأن الآثار الصحية لموجات الحرارة على مستوى العالم لا تتوقف على الاتجاه الاحتراري العام فحسب، ولكن أيضا على كيفية توزيع موجات الحرارة في المناطق المأهولة بالسكان.
وتوضح منظمة الصحة العالمية التي شاركت في إعداد هذا التقرير، أن الأبحاث الأخيرة بينت أن المخاطر الإجمالية للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة أو للوفاة تزداد باطراد منذ عام 1980 وأن زهاء 30 بالمئة من سكان العالم يعيشون الآن في أوضاع مناخية تسفر عن موجات حرارة متطرفة وطويلة.