أصدر بريد المغرب بالتعاون مع المتحف الوطني للخزف بآسفي، ورقة تذكارية مكونة من ثلاثة طوابع بريدية تجسد لثلاث قطع خزفية معروضة بالمتحف المذكور، وذلك تخليدا للذكرى المئوية لمدرسة الخزف الأولى في المغرب. وتعد هذه القطع من صنع معلم الخزف بوجمعة العمالي، قطعتان منها (البرادة والجرة) مصنفتان تراثا وطنيا، والثالثة (صحن) في طور التصنيف. وبالمناسبة، أوضح محافظ المتحف الوطني للخزف بآسفي، سعيد شمسي، أن الورقة التذكارية تمثل رسما للوحة فنية تجسد مشهد "قاعة لتعلم درس في الرسم" بمدرسة الخزف التي افتتحت في آسفي في غشت 1920. وكانت الأولى من نوعها بالمغرب". وأضاف شمسي "يظهر على اللوحة متعلمون صغارا جالسين حول طاولة، يقوم كل واحد منهم بتزيين قطعة من الفخار التقليدي. فقد كانت هذه المدرسة تهدف إلى إحياء الأشكال التقليدية والزخارف الأصيلة للخزف المغربي من ناحية، ومن ناحية أخرى تسعى إلى تشجيع الشباب، في ذلك الوقت، على القدوم وتعلم هذه الحرفة التي كانت في حالة تدهور في بداية القرن العشرين". وأبرز أنه "بعد تعلم كيفية رسم النماذج على الورق، يقوم المتعلمون باستنساخها مباشرة على القطع الفخارية. و هي طريقة استحدثها مدير المدرسة المعلم الخزفي بوجمعة العمالي لكونه خريج مدرسة المصنع الوطني للخزف بمدينة "سيفر" في فرنسا. وإليه يرجع الفضل في تحديث منهجية تعلم حرفة الخزف التي كانت تنتقل بطريقة تقليدية أبا عن جد والتي كانت تعتمد فقط على الملاحظة". وخلص إلى القول "لقد أصبح خريجو الأفواج الأولى لهذه المدرسة معلمين مرموقين وذاع صيتهم في العالم، نذكر منهم أحمد بن إبراهيم، ومحمد و إدريس السرغيني، والطيبي ومحمد خلالة، وعبد القادر الغريسي و أحمد الرباطي سنتيل وغيرهم الكثير. وبفضل هذه المدرسة ومعلميها، أصبحت مدينة آسفي العاصمة الجديدة للخزف حتى يومنا هذا". وتم رسم العمل الذي تناولته الورقة التذكارية من قبل المعلم الخزفي أحمد لغريسي، نجل أحد خريجي المدرسة سابقة الذكر، وتقع ورشته في تل الفخارين الشهيرة في آسفي، والمصنفة موقعا تاريخيا منذ عام 1920. وتضم هذه التلة ما يزيد عن 40 ورشة فخار وخزف لا تزال محافظة على أصول وقواعد الحرفة.