في مؤشر جديد على تفرّد الانتخابات الأمريكية لهذا العام، تجاوز عدد الأصوات التي تمّ الإدلاء بها قبل يوم الاقتراع مئة مليون، وهي الأصوات التي لا يحبذها دونالد ترامب، ويعقد بالمقابل الأمل على التصويت في يوم الاقتراع. أدلى أكثر من مئة مليون أميركي بأصواتهم بشكل مبكر في الانتخابات الرئاسية قبل يوم الاقتراع، وفق آخر تعداد ل"يو اس إيلكشن بروجكت"، ما يعد رقما قياسيا في التصويت المبكر طوال تاريخ الانتخابات الأمريكية. ويتجه الأمريكيون اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيس للبلاد بين الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن. وتتيح السلطات للسكان الإدلاء بأصواتهم بشكل مسبق، وهي ظاهرة تقوّت هذا العام بسبب التخوّف من فيروس كورونا في بلد سجل أرقاما قياسية عالمية. ويثير هذا الرقم الكبير للأصوات عبر البريد، والتي قد يستمر ورودها في بعض الولايات لعدة أيام بعد الثلاثاء، تخوّفات من تعقيد عمليات فرز الأصوات، أو يؤخر حتى إعلان الفائز في حال كانت النتائج متقاربة جدا. وأظهر التعداد الذي أجرته جامعة فلوريدا أن بطاقات الاقتراع التي أرسلت عبر البريد أو سلمها الناخبون شخصيا قبل أن تفتح مراكز التصويت أبوابها رسميا يوم الثلاثاء لانتخابات 2020، تشكل أكثر من 72 في المئة من العدد الإجمالي للبطاقات في انتخابات 2016. وتظهر استطلاعات الرأي، سواء تلك التي أجريت على الصعيد الوطني، أو تلك التي أجريت على صعيد الولايات الحاسمة (الولايات المتأرجحة) أن بايدن يملك حظوظا واسعة، لكن المفاجآت تبقى منتظرة، خاصة أن استطلاعات الرأي عام 2016 كانت تميل نوعا ما لهيلاري كلينتون لكن دونالد ترامب هو من فاز في النهاية. وقبل أربعة أعوام، قام 57 مليون ناخب بتصويت مبكر بحسب موقع "يو اس ايلكشن اسيستنس كوميشن". وفي تكساس لوحدها، يتجاوز عدد من قاموا بتصويت مبكر هذا العام العدد الإجمالي لسكان الولاية الذين اقترعوا في 2016. ويؤكد معسكر ترامب، من دون أن يظهر أدلة، على أن التصويت عبر البريد يسهل تزوير النتائج، مؤكدا أن أنصاره سيتوجهون بأعداد كبيرة الثلاثاء إلى مراكز الاقتراع، للرد على استطلاعات الرأي التي ترجح فوز بايدن. ومن المنتظر أن تتأخر مجموعة من الولايات الحاسمة كميشيغان وبنسليلفانيا وويسكونسين في عدد الأصوات التي تم التعبير عنها قبل يوم الاقتراع، ما قد يؤخر الإعلان النهائي عن النتائج.