كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن مشكلة ستعيق عملية السيطرة على فيروس كورونا، حتى بعد تطوير لقاح للفيروس، وهي كيفية نقل لقاح كورونا إلى مختلف أنحاء العالم مع الحفاظ عليه في درجة حرارة باردة جدا. وبحسب الصحيفة الأميركية، يجب الاحتفاظ بلقاح كورونا في درجة حرارة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر (ناقص 112 درجة فهرنهايت) من لحظة تعبئتها إلى الوقت الذي تكون فيه جاهزة للحقن في أذرع المرضى. وأكدت الصحيفة أن هذا لن يكون سهلا، حيث يمكن تصنيع اللقاحات في قارة ما وشحنها إلى أخرى، كما أنها سوف تنتقل من مركز لوجستي إلى مركز لوجستي قبل أن تنتهي بها الأمر في المستشفيات والمرافق الأخرى التي ستوزعها. مما دفع شركات الأدوية إلى التفكير في طرق الحفاظ على درجة حرارة مئات الملايين من جرعات اللقاح، وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك سيتطلب تجهيز الطائرات والشاحنات والمستودعات بمجمدات، وتصنيع قوارير زجاجية تتحمل المناخ الجليدي، وصناعة الكثير من الثلج الجاف. وقال جيه ستيفن موريسون، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "لقد بدأنا الآن فقط في فهم تعقيدات جانب التسليم لكل اللقاح"، وأضاف "ولا مجال للالتفاف حولها. هذه لها متطلبات صعبة تقييد الوصول والتسليم ". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن يوم الجمعة، أن مئات الملايين من جرعات لقاح كورونا ستكون متاحة لجميع الأميركيين بحلول أبريل، بينما قال الدكتور روبرت ر. ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أمام لجنة بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء، أن اللقاح لن يكون متاحًا على نطاق واسع قبل منتصف العام المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن لقاحين من اللقاحات الثلاث التي وصلت للمرحلة النهائية، وهما: لقاح فايزر ولقاح مودرنا، يتكونان من مواد وراثية تتفكك عند ذوبان الجليد، أما اللقاح الثالث وهو من إنتاج شركة استرازينيكا وجامعة أكسفورد، يجب أن يبقى باردًا ولكن لا يتم تجميده. وأضافت أنه لذلك سيعتمد توزيع اللقاح على الشركات اللوجستية الكبرى، مثل فيدكس و "يو بي إس"، فهما يمتلكان بالفعل شبكات من المجمدات التي تستخدمها لشحن المواد الغذائية والإمدادات الطبية القابلة للتلف، كما تتمتعان بخبرة في شحن اللقاحات لأمراض أخرى، بما في ذلك الأنفلونزا الموسمية. وقالت شركة "يو بي إس" إنها تقوم ببناء ما يسمى بمزرعة التجميد في لويزفيل بولاية كنتاكي، أكبر مركز للشركة، حيث يمكنها تخزين ملايين الجرعات في درجات حرارة تحت الصفر. كما أعلنت شركة فيدكس عن إنشاء مجمدات يمكنها الحفاظ على درجات حرارة منخفضة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، في عدد من مدن العالم مثل باريس. ولفتت الصحيفة إلى أنه لو نجحت الشركة في التغلب على توفير درجة الحرارة الباردة للحفاظ على اللقاح، إلا أنها ستواجه مشكلة أخرى وهي تشقق قارورة الزجاج التي تحتوي على اللقاح بسبب البرد الشديد. كما أنه لو تم التغلب كل هذه المشاكل، توجد مشكلة أخرى وهي هل الصيدليات والمستشفيات تحتوي على مجمدات تستطيع توفير درجة حرارة منخفضة جدا تصل إلى 80 تحت الصفر؟