في إطار متابعتها لقضية السوق العشوائي الذي ترعرع وسط حي عرصة الملاك بالمدينة العتيقة لمراكش، والذي كان موضوع مقالات على موقع "كش24″، أعقبها حملات شنتها السلطة المحلية ممثلة في قائدة الملحقة الإدارية باب تاغزوت، سرعان "ماعادت حليمة إلى عادتها القديمة" على حد تعبير المثل المأثور. وقال مواطنون في اتصال ب"كش24″، إن "الفراشة" والباعة المتجولون سرعان ما عادوا إلى احتلال الحي لفترات تمتد احيانا ليوم كامل من الصباح لغاية حلول الليل، في الوقت الذي يكتفى فيه أعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة بالنزول كل صباح للعب دور "المنظم" للسوق العشوائي، من خلال حث الباعة على تجنب غلق الأزقة وعرقلة حركة المرور وكأن هذا الإحتلال مشروع ويفتقر فقط إلى ضبطه. وأوضحت مصادر الجريدة، أن التساهل في التعاطي مع هذا السوق العشوائي الذي تحول إلى نقمة على ساكنة الحي، جاء بعد الحملة التي شنتها السلطة المحلية بقيادة ممثلة الوالي محمد مفكر بالملحقة الإدارية باب تاغزوت، والتي أعقبها لقاء مع مجموعة من الباعة الذين تقاطروا على مقر الملحقة. وكان قائد الملحقة الإدارية الإزدهار أقدم وفي خطوة غريبة على تدشين سوق عشوائي بالمجال الترابي لنفوذ ملحقته، بعد أيام من الإجتماع الذي عقده والي جهة مراكشآسفي محمد مفكر، مع رجال السلطة والذي حثهم من خلاله على التعاطي بحرزم مع ظاهرة الأسواق العشوائية والأنشطة غير المهيكلة التي تجتاح عددا من الأحياء بالمدينة الحمراء. وذكرت مصادر مطلعة ل"كش24″، أن القائد وعوض أن يعمد إلى تفكيك السوق الذي يدأ يتشكل وسط الحي السكني الإزدهار بمقاطعة الحي المحمدي الدادوديات، انكبَّ على تنظيم الباعة الجائلين وتصفيفهم، الأمر الذي ساهم في تمدد السوق العشوائي. ويعيش ساكنة حي عرصة الملاك بتراب مقاطعة مراكشالمدينة معاناة حقيقية جراء "الشوق العشوائي" الذي أينع وسط الحي المذكور. وقال مواطنون في اتصال ب"كش24″، إن هذا الحي الشعبي تحول بقدرة قادر وأمام أنظار السلطة المحلية التي تكتفي بالتفرج إلى "سوق عشوائي" حوَّل حياتهم إلى جحيم لا يطاق. وأوضح المتضررون أن الباعة الجائلين والفراشة يعمدون كل صباح إلى احتلال الملك العام بأزقة الحي في الوقت الذي يعمد فيه أصحاب الدكاكين إلى توسيع أنشطتهم لتشمل أجزاء من الشارع، وهو الأمر الذي يودي إلى خلق اكتضاض مزمن يعرقل حركة السير ويساهم في استفحال مجموعة من المظاهر الإجتماعية السلبية مثل تفشي التحرش الجنسي والسرقة والنشل، ناهيك عن الأضرار البيئية الناتجة عن الأزبال التي يخلفها البائعون ورائهم لاسيما نفايات بائعي الحوت. الوضع المزري الذي يعيشه الحي والذي دفع بالعديد منهم إلى تغيير سكنه، جعل السكان يتوجهون بالعديد من الشكايات إلى أصحاب الحل والعقد بالمدينة الحمراء كان آخرها شكاية موجهة للوالي السابق عبد السلام بيكرات، يطالبون فيها بالتدخل لوضع حد لمعاناتهم. ويستغرب ساكنة الحي طريقة تعاطي السلطات مع تظلماتهم، في الوقت الذي دأب فيه بعض أعوان السلطة المحلية و"المخازنية" على القيام بزيارات "استطلاعية" كل صباح للسوق المذكور، ثم يغادرون وفي جيوبهم "شي براكة" مما جاد به كرم الفراشة والباعة الجائلين. وطالب المواطنون عبر "كش24" الوالي الجديد محمد مفكر بتدخل عاجل لوضع حد لهاته المهزلة التي جعل منها البعض مصدرا للإرتزاق اللامشروع على حساب راحة المواطنين وحقهم في عيش كريم وبيئة سليمة. وكانت السلطة المحلية ممثلة في قائدة الملحقة الإدارية باب تاغزوت، شنت صباح يوم الأربعاء 6 يناير المنصرم، حملة ضد الباعة الجائلين والفراشة بالسوق العشوائي بعرصة الملاك بالمدينة العتيقة لمراكش، وذلك بعد المقال الذي نشرته "كش24" عن معاناة الساكنة مع هذا السوق العشوائي.