غادر وفد إسرائيلي أبوظبي الثلاثاء بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها الاتفاق على بدء تدشين التعاون في عدة مجالات بين الدولتين، بانتظار توقيع اتفاق تطبيع العلاقات النهائي في البيت الأبيض خلال أسابيع. وأقلعت الطائرة من العاصمة الإماراتية عائدة إلى إسرائيل عند نحو الساعة 11,07 ت غ وعلى متنها الوفد الإسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي مائير بن شبات. والطائرة التي جاءت من مطار بن غوريون قرب تل أبيب الاثنين وعبرت الأجواء السعودية نحو أبوظبي بموافقة سلطات المملكة، هي أول رحلة تجارية بين الدولتين الساعيتين لجني ثمار التطبيع الاقتصادية سريعا. وإلى جانب الوفد الإسرائيلي، حملت الطائرة على متنها وفدا أميركيا برئاسة مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر الذي زار لاحقا المنامة للقاء العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 غشت 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقاربا بين البلدين، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "خيانة" لقضيتهم. وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994). وفي إطار اتفاق التطبيع، وافقت إسرائيل على تعليق ضم أراض جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أكد أنه لم يعدل عن ذلك على المدى البعيد. وقال رئيس الوزراء محمد اشتية الاثنين عن الرحلة "يؤلمنا جدا ونحن نرى اليوم هبوط طائرة اسرائيلية في الامارات تحمل اسم كريات غات المستعمرة". وكُتبت كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والانكليزية على مقدمة الطائرة فوق اسم المستوطنة. وحملت رحلة شركة طيران "العال" الاسرائيلية الاولى الرمز 971، وهو رقم الاتصال الدولي للإمارات، بينما تحمل رحلة العودة رقم الاتصال الدولي 972 الخاص بإسرائيل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين "انه يوم تاريخي (…) لقد حلمنا به وعملنا لتحقيقه وها هو أمام أعيننا". من المفترض أن توقّع إسرائيل والامارات على اتفاق التطبيع الذي ولد برعاية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة بحضور قادة الدولتين. – مذكرة تفاهم – في أبوظبي، اتفق المسؤولون الإماراتيون مع نظرائهم الإسرائيليين الاثنين على مباشرة "مناقشة آفاق التعاون الثنائي" في مجالات رئيسية"، بحسب بيان مشترك إماراتي أميركي إسرائيلي. وهذه المجالات هي "الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة". واعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أنّ عبد الحميد محمد سعيد الأحمدي محافظ مصرف الإمارات المركزي ورونن بارتس مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقّعا مذكرة تفاهم "للتعاون المستقبلي في القطاع المصرفي والمالي". واتفق الجانبان على "تشكيل مجموعات عمل ولجان ثنائية لتسهيل الأعمال المصرفية". وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية "نحن في بداية عملية تاريخية، ونعتزم تعزيز إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتح سفارات في كلا البلدين بأسرع ما يمكن، والعمل على تعزيز التعاون الثنائي". وتابع "إن تبادل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال بين البلدين هو المفتاح لتحقيق إمكانات العلاقة". من جهته، قال متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية للنسخة الانكليزية من موقع قناة "العربية" السعودية ان الرحلات المباشرة بين إسرائيل والإمارات قد تبدأ بحلول نهاية 2020. ولقي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ترحيبا محدودا في العالم العربي، وتحديدا من قبل البحرين وسلطنة عمان، بينما شددت السعودية، رغم وجود مؤشرات على تقارب محتمل مع إسرائيل، على أن لا تطبيع مع الدولة العبرية قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي المنامة، عبر العاهل البجريني خلال لقائه كوشنر "عن شكره لما تقوم به الإدارة الأمسركية من جهود متواصلة تهدف لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وأكّد أن "الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد، في جميع المواقف، على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية". وكان العاهل البحريني أكد لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاسبوع الماضي التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي ترعاها المملكة وتنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات. والثلاثاء قال المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي على حسابه على موقع تويتر أن دولة الإمارات "خانت العالم الإسلامي" بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مضيفا "لن تستمرّ هذه الخيانة طويلاً لكنّ وصمة عارها ستبقى على جباههم".