بدت ساحة جامع الفنا خالية من روادها لحظات قبيل إقدام قوات الأمن العمومي على فض اعتصام الأساتذة المتدربين والذي تواصل لغاية الساعة الواحدة صباحا. وأفادت مصادر مطلعة ل"كش24″، أن المسؤولين الأمنيين أمرت أصحاب حنطات المأكولات بإنهاء نشاطهم في وقتهم غير المعتاد بغية إخلاء الساحة من الرواد والزوار، قبل تفريق المعتصم الليلي. وكما كان مرتقبا نفذت السلطات الأمنية وعيدها تجاه الأساتذة المتدربين المعتصمين بساحة جامع الفنا بالمدينة العتيقة لمراكش، بعدما أمرت القوات العمومية بفض هذا الشكل الإحتجاجي في الساعات الأولى من صباح يومه الثلاثاء 23 فبراير الجاري. وأمست ساحة جامع الفنا تغلي على وقع الشعارات المدوية للأساتذة المتدربين إلى وقت متأخر من ليلة الإثنين، في الوقت الذي كان فيه المسؤولون الأمنيون يلوحون باستخدام القوة في حال لم يبادر المعتصمون إلى إخلاء المكان. وعرفت ساحة جامع الفنا منذ بداية مساء يوم الاثنين 22 فبراير الجاري، إنزالاً أمنيا بالقرب من مقر مصلحة الدئرة الأمنية 5 وسط الساحة، استعداد لتدخل أمني من أجل فظ الاعتصام بالقوة. وأسفر التدخل وفق مصدر حقوقي عن "اصابات في صفوف الأساتذة، نقل على إثرها الأستاذ (سيف الدين تيلوتا) إلى مستشفى ابن طفيل جراء إصابته بجروح على مستوى فكه حيث قدمت له الإسعافات الأولية وتم رتق جرحه". إلى ذلك، عبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش المنارة عن إدانته الشديدة لفض اعتصام"أساتذة الغد" بالقوة، محملا الدولة "مسؤولية استمرار تعنتها في معالجة ملفهم". وأعرب الفرع في بلاغ له توصلت "كش24" بنسخة منه عن استهجانه لما أسماه "تلكؤ الحكومة في عدم الاستجابة للمطالب المشروعة للأساتذة المتدربين". واستغرب رفاق الهايج لما وصفوه "تصلب الحكومة، وبرودة تعاطيها مع قضية أصبحت تحظى باهتمام وتعاطف كبيرين من طرف الرأي العام المحلي والدولي والقوى تلحية بالبلاد"، وجددوا مطلبهم ب"ملحاحية فتح حوار جدي مع الأساتذة المتدربين، ووضع حد لمعاناتهم وفق مقاربة تضمن الحق في الشغل والكرامة، وتضع الحفظ على المدرسة العمومية في سلم أولوياتها؛ وضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير ،المصونة حسب القانون الدولي لحقوق الانسان". وأوضح البلاغ ، أن "عناصر من القوات العمومية بزي مدني مسنودة بقوات التدخل السريع قامت بعد الساعة الواحدة صباحا من يوم 23 فبراير، بالهجوم على معتصم اللأساتذة المتدربين بساحة جامع الفنا بمراكش، مما خلف اصابات في صفوف الأساتذة، كما عمدت القوات العمومية إلى ترويع الاساتذة، وسلبهم بعض حاجياتهم خاصة مثل كاميرا التصوير ومصادرت لافتات المعتصم". من جانبها، عبرت الجبهة المحلية بمراكش لدعم نضالات ومطالب الأساتذة المتدربين، عن "إذانتها الشديدة لهذا الهجوم الهمجي على محتجين عزل" ، محملة "الدولة كامل المسؤولية على ما آلت أوضاع الأساتذة المتدربين، والناجمة عن القرارات العشوائية والإرتجالية". وطالبت الجبهة في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه "بالإستجابة الفورية لمطالب الأساتذة والتي أصبحت مطالب عموم القوى الحية في البلاد والمتمثلة في إلغاء المرسومين المشؤومين وتسوية المنحة"، داعية الدولة إلى "احترام التزاماتها في حماية كل أشكال التعبير السلمي وعلى رأسها حق التظاهر".