لفظ رضيع مصاب بعلة في القلب أنفاسه الأخيرة في الساعات الاولى من صباح يوم أمس الجمعة 4 مارس الجاري، بالمستشفى الجامعي محمد السادس للمرأة والطفل بمراكش حيث يرقد منذ ولادته يوم 19 فبراير الماضي وحسب مصادر "كش24" فإن والد الطفل الذي يعاني من مشكل في إحدى عروق القلب مند ولادته رفض استلام جثة ابنه المتوفي مساء أمس، وطالب بتقرير طبي من إدارة المستشفى متهما الأخيرة بالتقصير المفضي للوفاة، بسبب عدم تفاعل المستشفى مع المبادرات الجمعوية الرامية لتوفير الدواء الذي يقارب ثمنه "4500" درهم وهو المبلغ الذي عجزت أسرة الرضيع المتوفي عن .توفيره واستعانت بنشطاء جمعويين لشرائه وقال والد الطفل المتوفي في تصريح "ل"كش24″ إن الطاقم الطبي المشرف على حالة الطفل تصرف بشكل وصف ب"الملتوي" مع أقارب المولود حيث تم إعلامهم في البداية بضرورة نقله لإحدى المصحات الخاصة عند دكتور مختص، مع التذكير أنه يحتاج لعملية نسبة نجاحها لا تتجاوز 10 في المائة وهو ما أدخل الأسرة في داومة من الحيرة والحزن، قبل أن يقرروا الإعتماد على الدواء الموصوف من طرف الطبيبة المشرفة على الحالة، والذي تسبب التماطل في توفيره في انهيار قوى للرضيع الذي سلم الروح لبارئها بعدما فقد كيلوغرامين من وزنه في ظرف الثلاثة الأيام الماضية وأضاف الأب المكلوم أن الأسرة اضطرت للإستعانة بنشطاء جمعويين لتوفير الدواء دون فائدة بسبب عدم توفر الدواء في الصيدليات المحلية، وبسبب عدم تجاوب ادارة المستشفى مع جمعويين من فرنسا أرادوا توفير الدواء بناء على وصفة رسمية من المستشفى وهو الامر الذي تم رفضه من طرف الإدارة التي اخبرت أسرة الرضيع، بأن المستشفى سيتكلف بتوفير الدواء في ظرف ثلاثة أيام مؤكدين في الوقت ذاته أن الرضيع بإمكانه العيش لمدة شهر آخر رغم العلة المصاب بها وحسب نفس المصادر فإن أسرة الطفل تفاجئت بمكالمة من ادارة المستشفى للحضور على عجل ليكتشفوا سيناريوهات غريبة و غامضة بعدما تم اخبارهم من طرف أحد افراد الطاقم المشرف على الحالة بأن الدواء قد تم استلامه من طرف المستشفى غير أن انهيار قوى الرضيع منعهم من تزويده بالدواء فيما أكد لهم فرد آخر من الطاقم بأن الدواء سيكون متوفرا بعد ساعات ما فضح ارتجالية وعدم وضوح لدى الطاقم المشرف قبل أن يتم اعلامهم أن الرضيع لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعة الخامسة من صباح يوم الجمعة. واشار مصدر جمعوي واكب هذه الحالة الإنسانية، أن الطبيبة المشرفة واجهت احتجاجات أسرة الطفل بخصوص امتناع المستشفى عن التنسيق مع الجمعية الفرنسية المتطوعة، باستدعاء الشرطة، حيث تفاجئ الأب ومرافقيه الجمعويين بعد عودتهم من مكتب المدير العام للمركز الإستشفائي، بأن الأم محاطة برجال الشرطة القضائية الذين حلوا بدعوة من الطبيبة التي اتهمت الأسرة بإهانتها أثناء مزاولة عملها، و هي الإتهامات التي تم التراجع عنها بعد إعراب الأسرة عن استعدادها للمتابعة في حالة ثبث إهانة الطبيبة من طرفها. وكان فاعل جمعوي قد أفاد في تصريح سابق ل"كش24″، أن الطفل المتوفي سبق للطبيبة المشرفة على حالته أن طلبت من أسرته إحضار دواء باسم "البروستاديل" الغير متوفر في الصيدليات المغربية، ما جعل الأب يلجأ إلى إحدى الجمعيات لمساعدته في الحصول على الدواء، غير أن المفاجئة ستكون صادمة حينما تم إخبار الأسرة بأن الدواء الذي تحتوي عليه الوصفة يخص البالغين والذين يعانون من العجز الجنسي، حسب ما جاء في جواب تلقوه من إحدى الصيدليات بفرنسا. وأضاف المتحدث أن الطبيبة وبعدما عاد والد الرضيع لإخبارها بالأمر أجابته بأن الدواء المعني تستعمل منه كمية محددة، قبل أن تستبدل له الوصفة باسم دواء آخر يسمى هذه المرة "بروستين" وهو أيضاء دواء يتوجب استيراده من فرنسا. واكد والد الرضيع المتوفي ل"كش24″ أنه يرفض استلام الجثة وقد طالب من ادارة المستشفى تسليمه تقريرا طبيا بخصوص حالة الرضيع المتوفي غير أنها رفضت طلبه بدعوى وجوب تلقي طلب رسمي من طرف وكيل الملك، مرسل عبر عون قضائي من أجل إصدار التقرير المطلوب ومن جهته، اعتبر البروفيسور هشام نجمي المدير العام للمركز الإستشافائي الجامعي، أن الموضوع تشوبه مجموعة من المغالطات مشيرا إلى أن الطفل ازداد بعملية قيصرية ويعاني من انسداد في أحد العروق بين القلب والرئة. وأوضح البروفيسور نجمي في تصريح ل"كش24″، أن الحالة الصحية للطفل والتي وصفها بالصعبة جدا خلقت نقاشا بين الطاقم الطبي بمصلحة الأطفال حديثي الولادة بمستشفى محمد السادس للأم والطفل، حول إخضاعه لعملية جراحية من عدمه، وهو الأمر الذي لم تستطع الطبيبة المشرفة على حالته المجازفة به نظر لحالته الصحية، ما جعلها تصف لوالد الطفل دواء "البروستاديل"، غير أن الأب رفض إحضاره بعد علمه من الصيدلي بكونه خاص بالمرضى البالغين الذين يعانون من العجز الجنسي. وأشار نجمي إلى أن الدواء المذكور يستعمل فعلا في مثل تلك الحالات المرضية بكمية معينة لكون "المهيج الجنسي" دوره توسيع الأوعية الدموية للجهاز الذكري للرجل، وهي نفس الوظيفة التي يراد ان يلعبها الدواء في حالة الطفل الذي يعاني من انسداد على مستوى إحدى العروق بين القلب والرئة، مضيفا بأن الطبيبة اضطرت إلى تغيير الوصفة بدواء "بروستين" الذي لايوجد في الصيدليات المغربية ويتطلب الأمر استيراده من فرنسا. وأضاف مدير المركز الإستشفائي الجامعي بمراكش، أنه استقبل والد الطفل بمعية أحد الفاعلين الجمعويين وأخبرهما بأن المستشفى سيتكفل بإحضار الدواء المطلوب من فرنسا، وباشر جميع الإجراءات الإدارية المطلوبة واتصل بالمصالح المركزية لوزارة الصحة، التي عملت على إحضار الدواء في ظرف ثلاثة أيام كما التزم بذلك نجمي لأسرة الطفل، غير أنه طلبية المستشفى وصلت في نفس اليوم الذي لبى فيه الصغير نداء ربه. وأكد نجمي أن الطاقم الطبي بدل ما في وسعه وكان يخضع الطفل لرعاية طبية، علما أن فرص العلاج كانت لا تتعدى نسبة 10 بالمائة، مبديا تفهمه لحالة الأسرة التي وقعت في "سوء تفاهم" مع الطبيبة المشرفة على حالة إبنها غير ما مرة.